الثورة أون لاين – ميساء الجردي:
الحديث عن الكورونا، ما لها وما عليها منذ بداية الهجمة الأولى وصولا إلى مرحلة الدلتا الرابعة المنتشرة حاليا، تضمنته ندوة حوارية أقامها المعهد العالي للدراسات والبحوث السكانية بالتعاون مع كلية الاقتصاد بجامعة دمشق تحت عنوان فعاليات طرق الوقاية من وباء كورونا وبحضور عدد كبير من الأساتذة الجامعيين والطلبة من مختلف المراحل الدراسية.
الدكتور حيدر عباس مدير المعهد العالي للدراسات والبحوث السكانية في تصريحه لموقع الثورة اون لاين أكد ضرورة متابعة العمل على التوعية في كل ما يقلق الناس والسكان في البلد بشكل عام، إذ تأتي هذه الندوة ضمن عدد من الأنشطة التي يقوم بها المعهد والتي سبقها ندوة حول الأزمة المعيشية، وورشة عمل حول المشكلات الاجتماعية الناتجة عن الظروف التي أفرزتها الأزمة والتي أدت إلى أنواع جديدة من المشاكل، وبالتالي هي تشكل بصمة خاصة للمعهد في مجال التوعية حول فيروس كورونا في هذه المرحلة الحساسة من انتشاره، وخاصة أن الموضوع مطروح للحوار والنقاش مع كبار المختصين لمحاورة شريحة هامة بالمجتمع من أساتذة وطلبة كلية الاقتصاد والمعهد العالي للبحوث السكانية. لافتا أن الندوة هي تطبيق لاتفاقية التعاون القائمة بين المعهد وجامعة دمشق.
وبين عباس أن المعهد شهد مجموعة من رسائل التخرج والمشاريع الطلابية والمحاضرات التطبيقية التي تهتم بموضوع كورونا وتأثيره على النواحي الاجتماعية والسكانية والاقتصادية على المستوى المحلي والعالمي، مشيراً إلى أنهم في المعهد يقومون بالأبحاث لأنها مفيدة وتخدم قضايا تهم الناس من حيث التحليل والمتابعة ووضع الحلول والتوصيات، وقد تم توجيه الطلبة إلى دراسة المواضيع الحيوية والتي تلفت الأنظار إليهم كباحثين والتي تعود بالنفع لجهات كثيرة تساعدها في وضع التدابير واتخاذ القرارات.
تناول الدكتور نبوغ العوا أستاذ في كلية الطب بجامعة دمشق وعضو الفريق الوطني للتصدي لكورونا في هذه الندوة الحوارية مستجدات فيروس كورونا وتحولاته منذ بداية الهجمة الأولى وطرق الوقاية والأعراض الجديدة والإقناع بموضوع أخذ اللقاح مع استخدام الكمامة وخاصة أن هناك قسما كبيرا من السوريين لا يرغبون بأخذ اللقاح دون سبب جوهري، الأمر الذي يستدعي الاستمرار في محاولات التوعية.
لافتا أننا لا زلنا في مرحلة الهجمة الخاصة بالدلتا الرابعة والتي أخذت وقتاً طويلا في عمليات التصدي لها فهي لا تزال منتشرة منذ شهر آب وحتى الآن، بينما لم يكن الأمر كذلك في السلالات السابقة التي لم تستمر أكثر من شهر أو أربعين يوما ليتم الانتهاء من أثارها السلبية. إذ إنه حتى الآن لم يتم السيطرة عليها بشكل كامل وهذا دليل قوتها وشراستها والذي ساعد على انتشارها هو استهتار الناس بعدم أخذ اللقاح وعدم التباعد وعدم استخدام الكمامة وغسل اليدين مما أدى إلى رفع عدد الإصابات.
وأكد العوا أن نقص المنحني وتسطحه يبين أن عدد الإصابات الآن أصبح أقل من السابق وأننا في بداية التراجع، وهو أمر مهم بالنسبة للجيش الأبيض الذي يتصدى لهذا الفيرووس وخاصة إذا كان هناك مساعدة من قبل الناس من خلال التزامهم باللقاح والإجراءات الاحترازية لكي يستطيع هذا الجيش الدفاع عنهم وإبعاد شبح الموت. لافتا إلى أن حالات الشفاء نوعين منها ما هو كامل ومنها شفاء يترك خلفه عقابيل قد تسبب في هجمة ثانية وقد يحدث لدى المصاب إعاقة دائمة في حاسة الشم، وخاصة أن متحور دلتا الرابع يصيب جميع الأعمار وليس فقط الكبار كما هي الهجمات السابقة، إذا إن الطفل قابل للإصابة وبنفس الوقت ناقل جيد للأهل ولهذا كانت التحذيرات مستمرة في المدارس للالتزام بالشروط الصحية وعدم استقبال الأطفال المرضى حتى لو كانت الأعراض تدل على رشح خفيف أو حمى ريثما يتعافى بالكامل.