الثورة أون لاين – حمص – رفاه الدروبي:
عرض المسرح القومي نصاً مقتبساً من الكاتب البلغاري استسلاف ستراتييف مسرحية “الغنمة” لمدة ساعة ونصف للمخرج زين العابدين طيار ضمن احتفاليّة أيام الثقافة السورية احتضنه مسرح قصر الثقافة بحمص.
مسرحية “الغنمة” عبارة عن سترة من المخملين تُقدَّم بأسلوب الكوميديا السوداء الساخرة، تشير للآفات والأمراض الاجتماعية المعيقة لتطور المجتمع حيث تبدأ المسرحية بحادث يومي ألفه الناس ولم يعد يثير دهشة أحد ولا استغرابه لكثرة وقوعه فالأستاذ الجامعي “ايفان أنتونوف” يذهب إلى حانوت بيع الملابس كي يشتري سترة له فلا يجد سوى واحدة فيه فيشتريها وتبدأ مأساته لأنَّها ذات وبر طويل فيتعرض لسخريّة الناس منه ويحاول قصَّ وبرها فلا يفلح ويتوجه إلى الحلاق ويطلب منه جزَّها ويحسبه ممسوساً فيطرده لكنَّه يجد مبتغاه في مزرعة الغنم، ولمَّا كان قص السترات غير مسموح به فيدوّنون الحادثة في سجلاتهم ويكتبون اسم صاحبها وعنوانه ورقم هويته الشخصيَّة ومهنته، وبعد زمن يُستدعى بإشعار رسمي ليدفع الرسوم المستحقة على تربية الغنمة.
يعرّي الكاتب في “الغنمة” المجتمع بأسلوب كوميدي ساخر فيه نوع من الرمزية لقوانين جامدة وضعت في الأصل لخدمة المجتمع وتسهيل معاملاتهم وتجسيد سلبيات الواقع وتشخيص الداء دون أن تصف الدواء تاركاً حريَّة التفكير وإيجاد الحلول تقع على عاتق الجمهور.
بينما استخدم المخرج ديكوراً مناسباً للعمل وإضاءة خافتة أحياناً وفي أخرى تكون أقوى حسب المشاهد أو غيابها والانتقال بالحضور من حدث لآخر او تغيير الملابس ودخول الممثلين للخشبة بأسلوب سلس تستغرق بضع ثوانٍ مستخدماً ألفاظاً وتراكيب تتناسب والمجتمع المحلي يتخللها عنصر الفكاهة بعيداً عن الشعور بالأسى والحزن فيما رافق العرض موسيقا هادئة.
المخرج زين العابدين الطيار أشار خلال حديثه للإعلاميين أنَّ العمل ضم 13 ممثلاً وممثلةً من الفئة العمرية الشابة وبعضهم عملوا بالمسرح وآخرون لأول مرة يقفون على خشبته، منوهاً أنَّ المسرحيّة تعتبر أول عروض المسرح القومي بعد تأسيس دائرته في واسطة العقد ووجد أنَّ الفترة المعاشة بحاجة إلى الكوميديا. وأضاف أنَّ نص الكاتب البلغاري استسلاف ستراتييف قريب من واقعنا لذا تم العمل على إعداده كي يناسب مسرحنا لافتاً أنَّه طرح الكثير من خلال العمل وأرسل رسائل وسط جمهور أبدى تفاعله وعالج قضايا عدة ضمن شكل بصري ممتع وديكور تكلَّم وكان عنصراً هاماً كالممثلين رافق العمل موسيقا بلغارية وصربية تتناسب مع الكوميديا الساخرة مبيناً أسباب إظهاره الممثلات بثياب الرجال والعكس كان له دلالات تعبر عن حالة التناقض على أرض الواقع والهدف الرئيسي تقديم المتعة ليقضي الجمهور ساعتين وصلت أوتار التيار الكهربائي فيها دون انقطاع.