الثورة أون لاين – ميساء الجردي:
تتعرض واحدة من كل ثلاث نساء إلى العنف على الأقل مرة في حياتها، وواحدة فقط من كل 10 نساء تذكر: أن المعنفات يجب أن يذهبن إلى الشرطة طلباً للمساعدة، هذه النسب تزداد في وجود الأزمات كما حدث بجائحة كوفيد-19 وغيرها من الأزمات الإنسانية والنزاعات والكوارث الطبيعية، بحسب التقرير الصادر عن هيئة الأمم المتحدة والبيانات التي جُمعت منذ تفشي الجائحة حتى الآن. وفي هذا العام حيث تضافرت الأسباب الاقتصادية وحالة انعدام الأمن والآثار طويلة الأمد لكورونا لزيادة تفاقم المخاطر ضد النساء والفتيات، تطلق الأمم المتحدة حملتها العالمية الـ16 يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي ضمن الفترة الزمنية 25 تشرين الثاني وحتى 10 كانون الأول.
وضمن الشعار الوطني للحملة( السلامة للجميع: العنف القائم على النوع الاجتماعي غير مقبول)، أطلقت وزارة الإعلام بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان يوم أمس بداية الحملة من خلال احتفالية ثقافية تراثية كخطوة أولى للانطلاق بالأنشطة والفعاليات التي تهتم بتمكين النساء والفتيات، وإتاحة الخدمات الأساسية لهن بالتعاون مع الجهات الشريكة.
بهذه المناسبة أكد الدكتور إياد ناصر ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية أن الاحتفال بمرور 30 عاماً على حملة الـ16 يوماً من النشاط يذكرنا بأن هناك الكثير لنفعله في ظل ما نواجهه من التحديات خاصة باستمرار العنف ضد النساء والفتيات وبشدة في كل مكان، وإلى ضرورة التحرك الفوري دون مزيد من التأخير، بالتعاون بين الصندوق بصفته قائداً للقطاع الفرعي لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وبين الشركاء المحليين لتنفيذ ودعم العديد من الأنشطة كعروض المسرح والتدريب على المهارات الحياتية والموسيقا والأفلام في 11 محافظة سورية خلال هذه الحملة التي تستمر لأسبوعين.
وبيَّن نصر التزام صندوق الأمم المتحدة للسكان بقيادة وتدريب وتقديم الدعم الفني لأعضاء القطاع الفرعي لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي لمنع هذا العنف والدعوة لحماية وصحة وحقوق النساء والفتيات انطلاقاً من حق كل امرة أو فتاة في العيش من دون تمييز.
مشيرين إلى إصدار الصندوق لإعلانين هامين بصفته مقدمَ الملاذِ الأخير، للجهات الفاعلة في مجال مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، الأول: هو الدعوة لتقديم طلبات التدريب
. يعني بإدارة حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال التواصل مع المعنيين. والثاني: هو الإعلان عن الدورة التدريبية المقبلة للتعلم الإلكتروني ذاتية التيسير حول دمج تدخلات مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي في العمل الإنساني وهي دورة باللغة العربية وتستهدف العاملين في المجال الإنساني في الخطوط الأمامية من غير العاملين في مجال العنف القائم على النوع الاجتماعي ممن ليس لديهم خبرة أو معرفة سابقة.
بهذه المناسبة أكد معاون وزير الإعلام الأستاذ أحمد ضوا على أهمية الشراكة والتعاون بين وزارة الإعلام وصندوق الأمم المتحدة للسكان في العديد من القضايا والمجالات التوعوية المتعلقة بحملة مناهضة العنف ضد المرأة خلال الفترات السابقة والمستمر في هذه الحملة وما بعدها، وخاصة أن الحكومة السورية من خلال وزارة الإعلام والوزارات الأخرى المعنية تهتم بمعالجة هذه المشكلات الدخيلة على المجتمع السوري، من خلال التوعية المجتمعية وبث المواد الإعلامية المختلفة والمدروسة والبرامج التي تتناول مواضيع المرأة بشكل عام، ومنها فواصل الأنفوغرافيك، وكذلك القيام بالدورات التدريبية للإعلاميين والمشاركة مع الجهات المعنية بهذا الأمر.
من جانبها بينت كيندة قطرنجي المسؤولة الإعلامية في صندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية: أنه من الضروري التذكر بأن العنف القائم على النوع الاجتماعي وإن كان موجوداً لكنه ليس حتمياً، بل يتوجب منعه وتسليط الضوء على قصص النساء المعنفات والناجيات، والعمل على تمكين النساء وتقديم الخدمات اللازمة لهن في الصحة والتعلم والتعرف على حقوقهن. مؤكدة على دور الصندوق بصفته قائد القطاع الفرعي لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، والتزامه بتوفير استجابات أساسية ومتكاملة لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتقديم الخدمات بشكل مباشر وعبر الشركاء المنفذين في مجال الدعم النفس والاجتماعي وخدمات الإحالة وجلسات التوعية ضمن المساحات الآمنة للنساء والفتيات ومراكز التنمية المجتمعية والفرق الجوالة.
ولفتت قطرنجي أن الحملة تتم بالتشارك مع القطاعات المختلفة والمعنية، وتضم أنشطة وفعاليات اجتماعية وثقافية متنوعة، يشارك فيها الرجال والشباب والنساء من شأنها أن تساعد في إعادة تشكيل العقليات وتحقيق النتائج.
وبينت الدكتورة اكجمال ماغتيموفا الممثل المقيم لمنظمة الصحة العالمية في سورية: أن هذا النشاط بحد ذاته يساعد على ترويج موضوع العنف ضد المرأة، وهو ليس فترة قليلة، أو نشاطاً وحيداً، بل هو استمرار لنشاطات سابقة ولاحقة، ويهتم بزيادة الوعي، والترويج لموضوع المرأة ليس فقط في سورية وإنما في العالم كله، لافتة إلى أن العنف القائم على النوع الاجتماعي ارتفع خلال فترة الجائحة بسبب الوضع الاقتصادي الأمر الذي أثر على الصحة النفسية للأفراد بما فيهم النساء، وتسبب في مشكلات اجتماعية اقتصادية، لابد من معالجتها بالتشاركية.
وبيَّن رئيس جمعيه نور للإغاثة والتنمية محمد جلبوط: أن الجمعيات تمثل شريكاً فاعلاً على الأرض، وهي ذراع تنفيذي لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في العديد من الخطط والبرامج، لافتاً إلى أن شراكتهم مع صندوق السكان عمرها خمس سنوات، وتهدف إلى تعزيز دور المرأة وحمايتها وتمكينها في إعادة الاعتبار بهويتها الثقافية والوطنية، وخاصة أن المرأة السورية خلال سنوات الحرب على سورية قدمت الكثير من التضحيات.. فكانت الأم والأخت والزوجة والابنة للكثير من الحالات الاجتماعية، وتحملت مسؤوليات جسيمة.
وتحدث جلبوط عن أهمية ما قدمته الحكومة السورية خلال الفترة الماضية من إنجاز مصادقة مجلس الشعب على قانون الأحوال الشخصية، وهو إنجاز عظيم لصالح المرأة السورية، حيث يتم العمل على تمكين المرأة في العديد من المجالات، وعلى التأمين المهني ودخول المرأة إلى سوق العمل. مشيراً إلى أن العمل في مناهضة العنف ضد المرأة متواصل على مدار العام ولكن حملة الـ 16 هي مناسبة لتجديد العمل، وإعلان عن الأنشطة اليومية والمستمرة والتي تهدف إلى بناء قدرة المرأة السورية وتمكينها سواء على مستوى سوق العمل أو مستوى التحصيل العلمي والوظيفي