الثورة أون لاين – حلب – فؤاد العجيلي – جهاد اصطيف:
لم يمنعه كبر سنه ولا إعاقته من مواصلة تحصيله العلمي لأنه مؤمن بحكمة “اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد” فهو الآن طالب في السنة الثانية بكلية الحقوق ” التعليم المفتوح ” في جامعة حلب وعلى أبواب انتقاله للسنة الثالثة .
محمد خليفة والذي تجاوز الـ 77 عاماً من عمره ، كان ضيفاً على مكتب صحيفة الثورة بحلب، حيث أوضح أنه كان عاملاً في الشركة العامة لكهرباء محافظة حلب وتقاعد منها منذ بداية التسعينيات نتيجة تعرضه لإصابة بحادث أدت إلى جلوسه في البيت وإنشغاله بأمور عائلته لحين تماثله للشفاء، حيث بدأ يمارس حياته المعتادة ويقوم بأعمال حرة لتأمين قوت يومه وإعالة أسرته المكونة من زوجته التي كانت السند القوي له وولده الوحيد .
ويتابع قائلاً : بعد ذلك أصبح لدي متسع من الوقت للقراءة والمطالعة التي كنت شغوفاً بها ، وخلال سنوات الحرب الظالمة التي شنت على وطننا الحبيب سورية قررت أن أتابع دراستي لأحصل على الشهادة الثانوية العامة ” الفرع الأدبي” عام 2015 من محافظة حلب، ونتيجة تشجيع زوجتي وأقاربي وعدد من المعنيين قررت أن أكمل دراستي في الجامعة ، حيث سجلت في قسم التعليم المفتوح في كلية الحقوق بجامعة حلب ، وحالياً أنا في السنة الثانية وعلى أبواب الانتقال إلى السنة الثالثة.
وخلال حديثه “للثورة” يستذكر “محمد خليفة – أبو وسيم ” أيامه الأولى في الجامعة بكثير من الفرح والغبطة خاصة حين دخوله اليوم الأول إلى المدرج في الكلية ليجد زملاءه الذين هم بعمر ولده “وسيم” ولكن – كما يرى خليفة – أن الفارق العمري لا يقف أمام مسيرة العلم، وهو مصمم الآن أكثر من أي وقت مضى أن يتخرج من الجامعة وهو في عمر الثمانين ليكمل مشواره ويحصل على درجة الدراسات العليا ليدخل موسوعة غينس للأرقام القياسية.
ولم يخف سعادته عندما التقته العديد من الجهات المعنية في حلب يتقدمهم أمينا فرعي الحزب في المدينة والجامعة ومحافظ حلب وغيرهم، حيث اعتبر تكريم هذه الجهات له إنما هو تكريم للعلم، ولا غرابة في ذلك لأن سورية كانت وما زالت مهد الحضارة وباعثة رسالة العلم والثقافة.
ويختم حديثه بتوجيه رسالة إلى أبناء الوطن قائلاً: ليكن العلم طريقكم والكتاب جليسكم وبناء الوطن هدفكم، فإعمار الأوطان يبدأ من بناء الإنسان.
تصوير : خالد صابوني