الثورة – الرقة – فؤاد العجيلي – جهاد اصطيف:
برعاية الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة واحتفاء بأيام الثقافة السورية أقامت مديرية الثقافة بالرقة وبمشاركة نخبة من الباحثين والنقاد ملتقى الأديب الدكتور عبد السلام العجيلي للإبداع الروائي وذلك في بلدة دبسي عفنان بالريف الغربي المحرر.
خليفة: ستعود الرقة مصدر إشعاع حضاري
وعلى هامش افتتاح الملتقى أكد عبد الرزاق خليفة محافظ الرقة أهمية الثقافة في مسيرة وبناء الإنسان، ولعل أول ما قام به الإرهاب الأسود تدمير الصروح الثقافية والحضارية، كما هو الحال في منابر حاضرة الرقة وكل ما يتعلق فيها طيلة سنوات الحرب العدوانية على سورية وسواها من خلال طائرات ما يسمى بالتحالف، إلا أننا أول ما قمنا به بعد التحرير على أيدي أبطال الجيش العربي السوري، هو إعادة بناء الإنسان بناء وطنياً صحيحاً وسليماً، من خلال إعادة تأهيل المدارس والمنابر الثقافية لتعود مصدر إشعاع حضاري كما عرفه التاريخ عن حاضرة الرقة، مشيراً إلى أن ملتقى اليوم دليل على أن الوطن معافى وينهض من جديد.
• الخضر: مستمرون برسالتنا الثقافية
محمد الخضر رئيس مكتب الإعداد بفرع الرقة لحزب البعث العربي الاشتراكي أوضح أن هذا النشاط يقام سنوياً ليعبر عن الحالة الثقافية الرائعة في الرقة رغم ما تعرضت له من دمار وإرهاب لا يوصف، لنقول للعالم أجمع اننا مستمرون برسالتنا الثقافية والحضارية من خلال نخبة من الأدباء والمفكرين السوريين من مختلف محافظات القطر، والذي نفخر أن هذه الكوكبة تشارك معنا اليوم في حاضرة الرقة، التي استطاعت الخروج من كبوتها، وما النشاطات الثقافية التي تقام في الريفين الغربي والشرقي إلا أكبر دليل على ذلك.
• العبدون: الثقافة السورية في حالة تجدد دائم
محمد العبدون مدير ثقافة الرقة بين أن ميزة الملتقى أنه يقام وفاء من الوزارة للمبدعين والمثقفين في سورية، ودليل على أن الثقافة السورية دائماً في حالة متجددة ومتجذرة وذات أصالة، ومن إدراكنا أنه عندما تبنى الثقافة بشكل صحيح فإننا نكون قد بنينا عقولاً صحيحة وبلداً حضارياً.
وأضاف العبدون: ولأن أديبنا الراحل العجيلي ابن بيئته وارتباطه بالموروث واضح لا لبس فيه فإنه أول من زاوج بين الحكاية والقصة من كتابنا المعاصرين، فكان في حكاياته متعددة الوجوه مؤسساً فاعلاً لبنية الأدب العربي، فضل العجيلي العيش في الرقة على سواها ولكنه من قلب هذه المدينة ومن عيادته الصغيرة بلغ ذرا الشهرة والمجد.
• تمثلات البيئة الفراتية عند العجيلي
وكان محمد جمعة حمادة قد تحدث خلال مشاركته في الجلسة الأولى من الملتقى والتي حملت عنوان ” تمثلات البيئة الفراتية عند عبد السلام العجيلي ” حيث وقف عند رواية ” أرض السياد ” للعجيلي، والتي قدم فيها رؤية عن البيئة الفراتية بعيداً عن نباح الكلاب وبيوت الشعر والفلاحين كما نعهدهم، وأراد أن يظهر الانفتاح الذي حصل فيها منذ الستينيات حتى الثمانينيات من القرن الماضي، حيث كان واضحاً أنه يقف إلى جانب المهمشين والبسطاء وليس هؤلاء الذين يتبعون طرقاً صوفية معينة.
فيما تحدثت الدكتورة بتول دراو عن رواية ” المغمورون” والتي تتلخص حول شخصيتين أرادا الارتباط فيما بينهما، ليختلفا فيما بعد وينفصلان عن بعضهما البعض بسبب منظومة تفكير كل منهما، مشيرة إلى أن الرواية كانت مهمة من خلال القضايا التي عالجتها وألقت الضوء فيها على حياة الريف والعلاقات فيما بينهم وبين الأفراد الآخرين.
أما الأديب محمد زياد مغامس فقد ألقى الضوء على ثلاثة كتب للأديب العجيلي هي ” أرض السياد والمغمورون وعيادة في الريف ” لأنه لا يكفي الحديث عن الرواية الأولى، وكي نعطي الملتقى حقه، أردنا التوسع بالبحث، حيث كلها تحدثت عن أثر التجمعات البيئية، خاصة الترحال شمالاً وجنوباً في الرقة، وكذلك البيئة الرقاوية بشقيها الصحراوي والمروي، ليبرز العجيلي من خلال كتاباته ورواياته ارتباطه بالأرض والبيئة وأنه استمد موضوعاته من هذه البيئة الطيبة والمباركة.
• معارض متنوعة
وكان الحضور قد افتتحوا على هامش الملتقى معرضاً للفن التشكيلي وآخر للرقم الرقية ومعرضاً للكتاب والصور الضوئية، حيث ضم المعرض التشكيلي مجموعة من الأعمال ذات الطابع والأسلوب الواقعي والانطباعي وأحياناً السريالي والرمزي التي تعبر عن البيئة السورية بمختلف أماكنها، ليغلب عليها الطابع الفراتي، كما أن معرض الرقم الرقية وثق لعدد من الشخصيات الأدبية والفكرية في الرقة.
هذا ويستكمل الملتقى فعالياته يوم غد في دورته الحالية بجلستين الأولى بعنوان شهادات في سيرة وأدب الكاتب الراحل خليل جاسم الحميدي، والثانية سيتناول فيها المشاركون الرواية السورية الجديدة، اتجاهاتها وسماتها.
تصوير عماد مصطفى