الثورة – حمص – رفاه الدروبي:
أمتعت فرقة أوركسترا مديريَّة ثقافة واسطة العقد الجمهور الكبير لمدة ساعة ونيف بمعزوفات غربيَّة وشرقيَّة طرقت باب التراث على مصراعيه قادها المايسترو حسان لباد بحرفيَّة ضمن احتفاليَّة يوم الثقافة للمسرح القومي بحضور وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح ووزيرة الدولة الدكتورة ديالا بركات ومحافظ حمص المهندس بسام باسيك كان وسط جمهور كبير لم تتسع لهم مقاعد مسرح قصر الثقافة فافترشوا أرضه جلوساً.
تنقَّل المايسترو لباد بالجمهور بين أغانٍ تحمل في معناها أحلى الكلمات والألحان وكأنَّه في حديقة يقطف منها أجمل الورود كي يدعنا نشمُّ عبيرها من جديد في برنامج منوَّع حوى المقطوعات الطربيَّة والتراثيَّة والوطنيَّة والطفولة حيث بدأ بمقطوعة غربيَّة اسمها “دخول الجنة” لمؤلف يوناني رافقته فرقة نيرفانا للرقص بقيادة بلال عرفة وأتبعتها الدكتورة حلا طراد بأغنية صولو “هذي دمشق” كلمات نزار قباني وألحان رضوان نصري حيث أمتعت الحضور بصوتها الأوبرالي القادر والمميز ذي المساحات العالية وبنغمات تخرج من القلب حتى تكاد تدخله دون استئذان.
أما الفقرة الثانيّة من الحفل فكانت مجموعة من أغاني عبد الحليم حافظ “قارئة الفنجان” كلمات نزار قباني وألحان محمد الموجي و”قولوا الحقيقة” كلمات مرسي جميل عزيز وألحان كمال الطويل و”أول مرة تحب يا قلبي” ألحان إسماعيل الحبروك وألحان منير مراد من فيلم الوسادة الخالية و”على قد الشوق” كلمات محمد علي أحمد وألحان كمال الطويل.
وكان الفاصل بمعزوفة “ألف ليلة وليلة” بمرافقة الكورال وقد أشار المايسترو اللباد خلال الأمسية أنَّه سيقدِّمها على طريقته فأطرب الجمهور حيث تابعه بالتصفيق لتعود الدكتورة طراد مع أندريه سكر بدويتو “كانت على هاك العريشة تتكي” و”ميلي بخصرك ميلي” و”دبكة لبنان” كلمات وألحان الأخوين رحباني ثم أتبعها بأغنية غسان صليبة “يا حلوة شعرك داري” كلمات وألحان الأخوين رحباني مهدياً قطعة موسيقية لنقيب الفنانين زهير رمضان بدأت مع صوت الناي الحزين ثم علت بهدير الطبول مع الآلات المرافقة الأخرى بأداء تتر مسلسل ضيعة ضايعة، بينما مسك الختام خصَّها لشهداء الوطن على آلة الدودوك العريقة كانت من العازف جورج ضاوي والمغني عماد رمّال ليشدو “موطني” بصوت عالٍ قادر على أداء أغانٍ وطنيَّة بمساحات تناسب الكلمات.
وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح أكَّدت في تصريح للإعلاميين أنَّ الجمهور السوري راقٍ ومثقف لا يمكنه التخلَّي عن جذوره والفرقة عزفت وكأنَّها في أكبر دار أوبرا فقد قدَّمت لجمهور كبير لم نسمع صوتاً واحداً منه وسط صمت مطبق صفَّق عندما يجب التصفيق فكان للحضور الغفير أهميته وجاء إلى المسرح ليحضر حفلاً مميزاً جميلاً في أيام الثقافة السوريَّة، لافتة أنَّ واسطة العقد تعج بالثقافة وأهلها استمتعوا بفرقة قدَّمت تراثاً بعد خضوعها لتدريب دام شهرين من العمل الدؤوب والتدريب وفق تقنيَّة عالية لتقدّم فنَّاً راقياً منوّهةً إلى ما يؤكّد شعار الوزارة الأصالة تتجدَّد لأنَّ الفرقة تناولت أنواعاً متعدِّدة من الأغاني الشعبيَّة والتراثيَّة بقالب آخر بينما اتبع الكورال طريقة مبتكرة جداً وبتوزيع موسيقي مختلف فجذورنا عميقة في التاريخ وتراثنا نحبُّه ونحترمه وأصالتنا نحافظ عليها لكنَّنا طوَّاقون للتجديد.
المايسترو حسان لباد أبدى خجله من جمهور حمص عندما وجدهم يجلسون على الأرض لمتابعة أمسيته نتيجة عدم اتساع المكان لهم مبيَّناً أنَّ الفرقة تضمُّ 87 فرداً بينهم 42 عازفاً وعازفةً و43 كورالاً وتنوَّعت الأعمال خلال الأمسية بين أغانٍ غربيَّة ووصلات للعندليب عبد الحليم حافظ إضافةً إلى الوطنية والتراثية شملت كل المحافظات السوريَّة.