الثورة – غصون سليمان :
يتصف الإنسان أو الكائن البشري أنه يمتلك من القوة والعزيمة مايجعله يشعر بقوة وطاقة هائلة لاحدود لها في بعض مراحل العمر، هذا المخلوق اللطيف يخوض تجربته عند كل امتحان يتعرض له ،وفي كل مرة يثبت حماسه وإدراكه على تجاوز مايجب تجاوزه من مصاعب الحياة .
يقولون الإنسان هو طبيب نفسه وحكيم ذاته ، أي إنه الأدرى بمعرفة مالديه ،وكيف يصبر أو يتكيف مع مايحصل من تطورات حياتية يومية على جميع المستويات .
لقد كافح الإنسان السوري منذ وجد على هذه الأرض وقدم خلاصة ما لديه من تعاليم الحكمة والمأثرة في الزراعة والصناعة والسياسة والثقافة فكان قائدا وقدوة في كل عصر وزمان حيث ظهرت معالم نتائجه الحضارية والإنسانية في كل شبر من الواقع التاريخي والجغرافي.
هذا الإنسان المكافح نراه اليوم يعتلي قمة الجرح والألم ويسطر في يوميات المجتمع السوري صورة أخرى للصبر والجلد وهو يقوم بأكثر من عمل ويزاول أكثر من مهنة لترميم ظروف حياته المعيشية التي فرضتها تداعيات حرب عدوانية وظروف قاسية لم يشهد لها التاريخ مثيلا ومع ذلك نراه يبتسم ويضحك رغم كل هذا البؤس والوجع .
لم يضعف أمام أي تحد مصيري ،بل كان عونا وسندا وناصحا وراشدا ومطمئنا لنفسه ومحيطه.
إن صيرورة الحياة لاتكتمل إلاٌ بحلوها ومرها .
ولعلنا هنا لانرسم صورة وردية أو تفاؤلية من خيال، أو لمجرد الاستعراض وإنما نعكس جوهر وحقيقة الإنسان السوري المنتمي لجذوره وأرضه وقيمه ومثله بكل تجلياتها رجالا ونساء، شبابا وأطفالا بعدما خاضوا أصعب امتحان في مقارعة السنوات العشر من عمر الإرهاب والتخريب والتدمير .
تحية إلى كل إنسان سوري صمد وجعل عشقه قبلة الوطن أينما وجد ،إلى كل عامل وفلاح سوري يلتصق بمعوله وآلته ،إلى كل موظف يختلج في نفسه نبض المحبة وحس المسؤولية العالي بواجبه، إلى كل جندي عربي سوري حمل روحه على راحته فكان سيد الكرم في البذل والعطاء والتضحية وكان المثل والأمثولة بصون الحق والكرامة الوطنية ،فغدا قصيدة عشق حرة على شفاه أطفالنا ،ولون فرح برفعة راية الوطن .