الثورة:
رأت صحيفة صنداي تايمز البريطانية أن السياسات الاقتصادية الفاشلة لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان على الصعيدين الدولي والداخلي أدت إلى تدهور الأحوال الاقتصادية في البلاد وتدني المستوى المعيشي وتراجع عدد الداعمين السابقين له.
وقالت الصحيفة في تقرير تحليلي عن الانتخابات المقبلة أعدته مراسلتها لويز كالاهان بعنوان “الطبقة المتوسطة في تركيا تبدأ بالتخلي عن أردوغان في ظل ارتفاع الأسعار والقمع” إن الداعمين السابقين لأردوغان باتوا يرون أنه لم يعد متمسكا بالرؤية التي انطلق بها بعد هيمنته على السياسة التركية لعشرين عاما.
ونقلت الصحيفة عن أحد أبناء منطقة البحر الأسود ويدعى مراد قوله إنه انتقل إلى إسطنبول قبل نحو 15 عاما وشارك في اللقاءات الجماهيرية لأردوغان آنذاك وكان يصوت له دائما غير أنه وعائلته اضطروا إلى تقليص استهلاكهم للحوم والرفاهيات الأخرى عندما تفاقمت الأزمة الاقتصادية قبل نحو ثلاث سنوات.
وأضاف مراد: إنهم باتوا اليوم يتوسلون للجهات المنوطة بعدم قطع الكهرباء على المنازل نهاية كل شهر مشيرا إلى أن الأسعار تضاعفت مؤءخرا وبات أردوغان بعيدا عن الشعب ولا يدرك معاناتهم.
وأشار التقرير إلى تراجع مستوى المعيشة في تركيا وتخلي الناخبين عن دعم حزب العدالة والتنمية وخسارته للعديد من البلديات وفي مقدمتها اسطنبول وأنقرة خلال انتخابات عام 2019.
وذكر التقرير أن نسبة دعم أردوغان تجاوزت 50 في المئة باستطلاعات الرأي في مرحلة ما غير أنها تراجعت مؤخرا إلى 30 في المئة مؤءكدا أن الاقتصاد يزعزع فرص أردوغان في انتخابات عام 2023 وأن تصريحاته بشأن القوى الخارجية ومكائدها ضد تركيا لم تعد تؤتي بثمارها.
وأكد التقرير أن الأتراك يواجهون صعوبة في استيعاب هذا الواقع الجديد والمضطرب وأن الموظفين من الطبقة الوسطى باتوا الآن يقومون بتخزين العلاج بعدما كانوا في السابق يقضون عطلاتهم بالخارج مشيرا إلى تخوف الأتراك من رفع المنتجين لأسعارهم قبل تحقيق التوازن في الأسعار.
يشار إلى أن تحليلا للخبير الأمريكي في سياسات الشرق الأوسط ستيقن كوك نشرته مجلة فورن بوليسي الامريكية رأى أن أردوغان يواجه سلسلة الأزمات الخانقة على الصعيدين الدولي والداخلي حيث أنه وحزبه “العدالة والتنمية” يمران بأشهر عصيبة وسط تراجع شعبيتهما.