الثورة – غصون سليمان :
تعاني الأسرة بشكل عام من مشكلات صحية ونفسية إذا ما تركت أثرا اجتماعيا، كحال وضع الإعاقة السمعية على سبيل المثال لا الحصر ،وبالتالي فإن السؤال هنا من يتأثر أكثر بهذه الحالة الأسرة أم الوالدان فقط ،أم الطفل والولد المعوق سمعيا ،والجواب بالتأكيد بحكم المعاشرة والمعايشة للعديد من هذه القضايا نجد أن كل فرد من أفراد الأسرة كبيرا وصغيرا ومهما كان دوره وتربيته يتأثر من وجود طفل معوق سمعيا ضمن نطاق الأسرة ،حيث تبرز عدة مشكلات تواجهها العائلة ككل منها موضوع العزلة حيث يشعر الوالدان بأنٌ طاقتهما قد استنفذت تماما وجهدهما المبذول لايعوض ،والسبب ناجم عن تلك العزلة التي تعيشها الأسرة في محيط وسطها الاجتماعي لاسيما الأقارب والأصدقاء، من ناحية غياب هؤلاء عن الزيارة وكأن هذه العائلة وتلك ارتكبت جرما قاسيا لاعلاج له حسب وصف الدكتور آذار عبد اللطيف في كتابه المرجعي حول تدريب وتعليم المعوقين سمعيا في المدارس العامة . وهنا يكون الخاسر الكبر هو الطفل ،إذ تقل فاعلية الاهتمام به وبالمقابل تقل فرصة تعلمه خارج نطاق الأسرة .
والأمر الآخر من التحديات هو أن الأم تبقى المضحية الكبرى لطالما يقع عليها العبء الأكبر من ناحية الاهتمام والرعاية بجميع حاجات طفلها ، ناهيك عن العبء الاقتصادي الذي تتحمله بشكل أو آخر أي أسرة لديها حالات خاصة عندما تسعى لاسترجاع السمع ولو قليلا ،لكن الصدمة تبدو بالثمن الغالي للسماعات المكبرة للصوت ،وبالتالي ليس بمقدور أحد تأمينها بسهولة ،مايؤدي إلى الخوف والقلق على مستقبل الابن في مراحل عمره المتدرجة ،مايشعر الوالدان بقلة الحيلة والعبء الزائد إلى حد كبير .
رغم وجود بعض المراكز الصحية المجانية وعدد من مبادرات الجمعيات الخيرية التي تحاول تأمين ماتيسر من السماعات لكنها تبقى موسمية ولاتكفي لسد الحاجة المطلوبة.