الثورة – راغب العطيه:
تعد المصالحات والتسويات التي تجريها الدولة السورية في العديد من المناطق، امتدادا ونتيجة رئيسية لانتصارات جيشنا العربي السوري في الميدان على التنظيمات الإرهابية وداعميها ومشغليها، وفرصة ثمينة في الوقت نفسه لكل من غرر به ولم تتلطخ يداه بدم أخوته السوريين، بالعودة إلى حضن الوطن كي يمارس دوره ويقوم بواجباته تجاه أهله ووطنه.
وقد جاءت التسويات كرديف مباشر لما يقوم به الجيش العربي السوري على الأرض في إطار مهمته الوطنية والدستورية في مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، ولها نتائج باهرة في تحقيق الأمن والاستقرار في المناطق التي شملتها هذه التسويات.
ومن تسويات ومصالحات القصير وأحياء مدينة حمص قبل سنوات، الى يبرود في ريف دمشق إلى تسويات برزة والقابون، وداريا التي كان لها أهمية خاصة لقربها من العاصمة دمشق، وكذلك دوما، الى تسوية درعا الأولى والثانية والقائمة تطول، ولا يسعنا ذكرها في هذا المقال القصير، والتي انجزت كلها خلال الفترة الماضية، فقد كان هناك احتضان شعبي واسع لهذه التسويات الأمر الذي جعلها ذات مصداقية وفائدة.
فمن جانب الدولة السورية التي كان لها الكلمة الفصل في إنهاء أي معركة وفي أي منطقة.. فقد حيدت في هذه العملية العديد من المناطق عن موقع المواجهة وجعلتها ساحة آمنة ونقطة انطلاق لها باتجاه المناطق الأخرى التي مازالت التنظيمات الإرهابية تنتشر فيها.
أما من جانب المناطق التي شملتها هذه التسويات فقد عاد المواطنون الى منازلهم وبلداتهم ومدنهم وقراهم، يمارسون حياتهم بشكل طبيعي بمن فيهم الذين تمت تسوية أوضاعهم، كما عادت إلى هذه المناطق خدمات الدولة بشكل كامل دون نقصان، فعادت الكهرباء والمياه وخطوط الهاتف والصرف الصحي ووسائل النقل والمدارس والأفران، وكل الخدمات التي تقدمها الدولة.
وتأتي عملية التسوية الشاملة الخاصة بأبناء محافظة دير الزور استكمالا للتسويات السابقة التي تمت في العديد من المحافظات والمدن السورية وفرصة حقيقية أمام كل من لم تتلطخ يداه بالدماء للعودة إلى حضن الوطن.
ومنذ الرابع عشر من الشهر الحالي إلى يومنا هذا تمت تسوية أوضاع آلاف الأشخاص من المدنيين المطلوبين والعسكريين الفارين والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، ومازالت عمليات التسوية مستمرة في مدينة الميادين، ولايزال الإقبال عليها متواصلا وبازدياد من قبل المواطنين بالرغم من ممارسات وتضييق ميليشيا “قسد” الارهابية ضدهم، وإغلاق المعابر المائية لمنع وصول أبناء الريف والجزيرة لمركز التسوية في مدينة الميادين.
وبانتقال لجان التسوية اليوم الى مدينة البوكمال تتاح الفرصة لأبناء القرى البعيدة التابعة للبوكمال للوصول إلى مركز اللجان بسهولة ويسر، وستنتقل لاحقا إلى الريف الغربي (معدان، التبني، الشميطية)، كما أن هناك تنسيقا للانتقال إلى ريف دير الزور الشمالي.
ويرى العديد من شيوخ العشائر والوجهاء في محافظة دير الزور أن هذه فرصة ثمينة لكل المواطنين الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء أن يعودوا إلى حضن وطنهم معززين مكرمين لكي يشاركوا في الدفاع عنه في وجه الإرهاب، وفي إعادة بنائه واعماره، مؤكدين أن الإقبال على هذه التسوية يدل على أن الحس الوطني هو من الخصال الأصيلة المغروسة في وعي السوريين.
وإعلان ممن تمت تسوية وضعهم بأنهم سيعودون إلى صفوف الجيش العربي السوري للدفاع عن تراب الوطن ضد الإرهاب والمحتلين الأميركي والتركي دليل آخر على أهمية هذه التسويات في الحفاظ على وحدة سورية أرضا وشعبا وصون استقلالها وسيادتها.