الثورة – خلود حكمت شحادة:
وفود غربية وعربية من مفكرين وباحثين وشعبيين تتسابق لزيارة بلدنا سورية معربة عن وقوفها إلى جانب السوريين بعد انتصارهم على حرب إرهابية ساهمت معظم تلك الدول في إشعالها كان منها الوفد الفرنسي الذي قام اتحاد العرب بدعوته إلى لقاء حواري مفتوح في قاعة المحاضرات في مكتبة الأسد تحت عنوان الحرب على سورية بعيون فرنسية حضرته فعاليات ومنظمات شعبية ومثقفون ووسائل الإعلام السورية.
ويضم الوفد الباحث والصحفي جان ميشيل فيرنوشيه، والخبير الاقتصادي كزافييه ازالبير، والعالم في الجغرافيا السياسية بيير ايمانويل تومان، والناشطة ماري بومبيه المعروفة بمناهضاتها للصهيونية، بالإضافة إلى إيف بيرو ضابط متقاعد، وإيمانويل لوروا مستشار اقليمي ودولي ومدافع عن سورية ونضالها العادل.
حيث أعرب الوفد عن أسفه واستنكاره لسياسة فرنسا العدائية إزاء سورية، مؤكداً أنه يعارض هذه السياسات ويقف إلى جانب الشعب السوري والدولة السورية.
وضمن هذا السياق لفت جان ميشيل فيرنوشيه إلى صمود الشعب السوري وأكد أن هذه الحرب خلقت حالة فريدة في العالم وسوف تعطي نتائجها على مستوى الدولي لأنها ستحول العالم من أحادي القطب إلى عالم متعدد الأقطاب مشيراً إلى الدور الكبير الذي قام به أصدقاء سورية المؤيدون للحق السوري معرباً عن أمنيته بأن تقوم حكومة بلاده بإعادة حساباتها، وأن تعود إلى الرسالة التي قامت من أجلها وهي “رسالة المحبة والسلام” وليس رسالة القوى الانكلوساكسونية.
أما إيمانويل لوروا فقد أشار إلى أنه جاء إلى سورية للوقوف مع الوطنيين في سورية وأنه قام بتجهيز رسالة مطولة من الوطنيين الفرنسيين إلى الوطنيين في سورية لكنه اختصرها بثلاث نقاط: الشعب السوري هو من الشعوب النادرة التي استطاعت الصمود ومواجهة هذه الحرب الشرسة، وأن هذه الحرب لم تنته بعد فهناك الكثير من المخططات في جعبة الأعداء ومن أجل الانتصار على هذه الحرب لابد من التطرق إلى الحالة الاجتماعية التي يعيشها الشعب السوري بسبب الحرب والحصار الاقتصادي ونحن هنا نرفع القبعة للجيش السوري والشعب السوري. وأضاف إنه لا يخفى على أحد أن هناك أكثر من مئة دولة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية شنوا الحرب على سورية محاولين تدميرها غير أن سورية وقفت في وجه هؤلاء وبوجه التكفيريين الإرهابيين الذين أرادوا افتراسها.. كما أشاد بالقيم العريقة لحزب البعث العربي الاشتراكي وتضحيات الشعب السوري الذي قدم دماءه من أجل الانتصار.
بدوره أشار الجنرال إيف بير إلى أنه بعيداً عن الأقوال والخطابات السياسية فإن ما يجري على أرض الواقع هو ما يحدد قواعد المعركة والجيش السوري كان الحكم الفصل في تحديد سير تلك المعارك، فمنذ عام 2011 كان هناك الكثير من الكذب والنفاق الذي قامت به القوى الغازية لسورية وخاصة في الجانب العسكري، وقال أنا كمواطن فرنسي جئت إلى هنا لأتعرف على الوطنيين السوريين وأتحدث إليهم دون وسيط ولأعرف مباشرة ما الذي يحدث في وطنهم كي أنقله إلى الوطنيين الفرنسيين، فأنا لا أثق بالبروباغندا الأمريكية، وهذه الحقيقة التي تناضلون من أجلها سأنقلها إلى بلادي.
و أوضحت الناشطة ماري بومبيه أن التفسير الوحيد لموقف فرنسا هو أنها محكومة من قبل اللوبيات الصهيونية في فرنسا، وأن “إسرائيل” وحدها هي من يمارس التضليل الإعلامي المضخم جداً وتسويقه إلى الشعب الفرنسي.
ثم انتقلت للحديث عن المشروع الكبير الذي تعمل عليه وهو عبارة عن كتاب عن الشعر الوطني وشعر المقاومة لشعراء شباب سوريين بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب، حيث سيكون للشباب دور كبير من خلال هذا الكتاب في إعادة اللحمة الوطنية وخلق الروح المعنوية لدى السوريين. وأضافت أنها ستحاول من خلال هذا الكتاب نقل معاناة الشباب السوري إلى باقي شعوب العالم وخاصة إلى الشعب الفرنسي.
بدوره أعرب إيمانويل لوروا المستشار الاقليمي والدولي عن سعادته بالقدوم مجدداً إلى سورية التي يعرفها منذ ربع قرن مؤكداً إعجابه الشديد بالشعب السوري والدولة السورية التي استطاعت الحفاظ على الوحدة الوطنية، وأن الشعب السوري هو المثل الذي يحتذى بالصمود والمقاومة، منوهاً إلى أن الحرب لم تنته بعد فبعد الحرب العسكرية جاءت الحرب الاقتصادية وسياسة فرض الحصار وتطبيق العقوبات على الشعب السوري مما زاد من معاناته في حياته اليومية.
وأعرب عن أمله في أن تعود العلاقات السورية الفرنسية إلى سابق عهدها والعمل على تعميق الجانب الثقافي لأن اللغة الفرنسية ليست منحازة ونحن نعمل جميعاً من أجل ترسخ هذا المفهوم القوي وهو الدبلوماسية الشعبية.
وفي النهاية أجمع أعضاء الوفد على أن فرنسا التي يريدها الفرنسيون هي التي رسمها شارل ديغول، والقائمة على سيادة الشعوب وحقها في تقرير مصيرها، وأن عدو الشعب السوري والشعب الفرنسي واحد وهو الذي يملك المال لكنه سقط في سورية لأنها بلد حر ولم تسمح بأن تسيطر عليها الأنكلوساكسونية، وعبروا عن امتنانهم وتقديرهم للشعب السوري والقيادة السورية لأنهم دافعوا نيابة عن العالم كله في محاربة الإرهاب، وهناك العديد من الأصوات في دول العالم ارتفعت ضد الاوليغارشية العالمية والقوى الاطلنطية والانكلوسكسونية التي لا تستطيع السيطرة على شرفاء العالم.