الثورة- ترجمة غادة سلامة:
بينما كان يخطط لما اعتبره معظمهم محاولة ميؤوس منها ليصبح المستشار القادم لألمانيا، أوقف أولاف شولتز استعداداته لحملته الانتخابية لإجراء مكالمة فيديو مع فيلسوف أمريكي، حيث أراد شولتز، وهو اشتراكي ديمقراطي، التحدث إلى الفيلسوف والبروفيسور مايكل ج عن موضوع يبدو بسيطاً لكنه سيصبح محور حملته الانتخابية التي أوصلته إلى سدة الحكم في ألمانيا.
والآن وبعد أن أدى شولز اليمين الدستورية باعتباره تاسع مستشار لألمانيا- وأول ديمقراطي اشتراكي يصبح مستشارا لألمانيا منذ 16 عاماً – خلفاً لأنجيلا ميركل بعد فوزه برئاسة حكومة ائتلافية مكونة من ثلاثة أحزاب. وهو ما كان بمثابة تحد لاستطلاعات الرأي والمثقفين، حيث قاد حزبه البالغ من العمر 158 عاماً والمغمور سياسيا إلى نصر غير متوقع، حيث جاء فوز شولتز نتيجة لأسباب عديدة، ليس أقلها إقناع الناخبين بأنه أقرب شيء إلى ميركل، ولأول مرة منذ 2005، أصبح الاشتراكيون الديمقراطيون أقوى حزب يمثل الطبقة العاملة.
تقول: جوتا ألمينجر رئيسة معهد الأبحاث WZB Berlin Social Science Center والخبيرة في السياسة الألمانية والتي تعرف شولتز منذ ما يقرب من عقدين: “لقد لامس شولتز وتراً حساساً”. وأشارت إلى أن “الكثيرين يعتبرونه استنساخاً لميركل”. “لكنه ديمقراطي اشتراكي في جوهره.” وشغل شولز منصب وزير المالية في حكومة ميركل الائتلافية التي يقودها المحافظون ووعد بالاستمرارية والاستقرار. ومع ذلك، فهو ينوي أيضاً أن يجعل من ألمانيا نوعاً ما مختبراً سياسياً، لمحاولة إصلاح الجسر بين الاشتراكيين الديمقراطيين والطبقة العاملة، ويأتي انتصار شولتز في لحظة حرجة، حيث أصبحت العديد من الأحزاب التي هيمنت على السياسة الأوروبية مجردة من الأفكار ومهجورة إلى حد كبير من قبل قاعدة الطبقة العاملة .
يقول وولفغانغ شميدت، مستشار السيد شولتز منذ فترة طويلة : “الجميع ينظرون إلينا”، “إذا فعلنا الأشياء بشكل صحيح، فلدينا فرصة حقيقية. يجب ألا نرتكب أخطاء، ولا يجب أن نخيب التوقعات “. و يقول شولتز عن نفسه على موقع الاشتراكيين الديمقراطيين على الإنترنت: “أكبر ما يقلقني في السياسة هو أن تتعرض لضغوط متزايدة” . “علينا حل المشاكل حتى لا تهيمن عليها شعارات الشعوبيين الرخيصة.
لكن من هو أولاف شولتز المستشار الجديد لألمانيا؟
كان شولز، البالغ من العمر 63 عاماً، وهو ديمقراطي اشتراكي طوال حياته، وجهاً مألوفًا في السياسة الألمانية وخدم في حكومتين بقيادة الحزب الديمقراطي المسيحي بزعامة ميركل، وكان آخرها وزير ماليتها.
يجادل البروفيسور الأميركي مايكل ساندل بأنه في هذا الوقت تقريباً، احتضنت أحزاب يسار الوسط ، بما في ذلك ديمقراطيو الرئيس بيل كلينتون، انتصار السوق لليمين، وأصبحت أكثر ارتباطًا بقيم ومصالح المتعلمين جيدًا وبدأت تفقد الاتصال بناخبي الطبقة العاملة، إنه شولتز ، الاشتراكي الشاب الناري الذي انضم إلى حزبه في سن المراهقة، ودافع عن العمال كمحامي عمالي في السبعينيات قبل أن يتحول تدريجياً إلى وسطي ذي بعد أيديولوجي . اليوم يتربع شولتز على يمين معظم قاعدة الحزب، على عكس بايدن الذي يُقارن به أحياناً.
بقلم: كاترين بنهولد