الثورة:
استكمالاً لمشاريع الاهتمام بالمناطق المتضررة من الحرائق تعمل الأمانة السورية للتنمية بالتنسيق مع وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي واتحاد الفلاحين والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة “أكساد” على مشروع زراعة الوردة الشامية في المناطق الجبلية بريف اللاذقية التي تتلاءم طبيعتها مع البيئة المناسبة لزراعتها.
وانطلقت المرحلة الأولى لهذا المشروع من قرية قلعة المهالبة في ريف القرداحة حيث يتم العمل على توزيع حوالي 12 ألف غرسة مجاناً على المزارعين في القرية دعماً للأسر المتضررة فيها من الحرائق خلال العام الماضي.
وأوضح الخبير من مركز أكساد الدكتور علي سعادات أن التعاون بين وزارة الزراعة والأمانة السورية للتنمية واتحاد الفلاحين يهدف إلى نشر الزراعات النوعية ومنها الوردة الشامية.. وتم اختيار اللاذقية نظراً للأضرار التي لحقت بالمزارعين جراء الحرائق فيها وخاصة في المناطق الجبلية المرتفعة والتي في الوقت نفسه تناسب طبيعتها ظروف زراعة شجيرات الوردة الشامية والتي ينتج عنها مردود اقتصادي عالٍ.
وبين سعادات أن العائد الاقتصادي للوردة الشامية يكمن في إنتاج زيت الورد وماء الورد اللذين يمكن تصديرهما إلى عدد من الدول العربية والأجنبية بأسعار جيدة فضلاً عن دخولهما بالعديد من الصناعات المحلية ولا سيما الغذائية كالحلويات والمربيات ومنتجات أخرى بالإضافة لإمكانية استخدام ماء الورد في تنقية خزانات المياه المنزلية كما هو معمول به لدى أهالي قرية المراح بريف دمشق حيث تنتشر زراعة هذه الوردة.
من جهته أشار مدير الإدارة النباتية في مركز أكساد الدكتور وليد الطويل إلى أن الوردة الشامية تؤمن فوائد اقتصادية مجزية للفلاحين وهي مناسبة للحيازات الزراعية الصغيرة منوهاً أن المركز يقدم الخبرة الفنية اللازمة وتدريب الفلاحين على الزراعة وصولاً لمرحلة الإنتاجية كما أنه يضع كل إمكانياته تحت تصرف هذا المشروع.
وأضاف الطويل أن المشروع يتضمن عدة مراحل أولها زراعة نحو12 ألف غرسة في قرية قلعة المهالبة التي سبق وتعرضت لحرائق كبيرة لدعم الأسر الزراعية فيها وقد جاء ذلك بعد أن زار فريق من الخبراء والفنيين والأمانة السورية للتنمية القرية وعملوا على تدريب الفلاحين على كيفية التعامل مع الغراس وزراعتها والعناية بها والاستفادة الاقتصادية منها.
ولفت الطويل إلى التعاون القائم مع وزارة الزراعة والأمانة واتحاد الفلاحين في مجالات دعم الأسر بزراعات ذات مردود اقتصادي ومنها في قرية تلة بريف طرطوس لإنتاج الزعفران والتعاون في مجالات نشر مناحل العسل ولاسيما في المنطقة الساحلية التي تعتبر مناطق مثالية لإنتاج عسل فاخر بسبب تنوع المراعي وامتداد موسم رعي الرحيق لفترات طويلة.
وأكد مدير الزراعة باللاذقية المهندس باسم دوبا أهمية المشروع في دعم وزراعة الوردة الشامية ونشرها في المناطق المناسبة باللاذقية كنوع من إعادة إعمار المناطق المتضررة بالحرائق بزراعات رائدة ذات مردود اقتصادي.
وأوضح دوبا أن المديرية وعبر مشاتلها لإنتاج غراس الوردة الدمشقية قادرة على مضاعفة إنتاج الغراس لعشرات المرات وفق تطور التجربة والكميات اللازمة للمشروع منوهاً أن المديرية جاهزة لتقديم الخبرات والتدريب للمجتمع المحلي في مجالات رفع الكفاءة والاستفادة المثلى من المنتج وتمكين المزارع من بيع المنتج بشكل مصنع وعدم بيعه كمادة أولية وبالتالي زيادة الربح وتحقيق الفائدة الأساسية من هذه الزراعة.