المدارس المختلطة بين الأثر التربوي والمنعكس الاجتماعي

الثورة – حسين صقر:

بعد دخول وسائل تواصل جديدة على حياة أفراد المجتمع مثل الهواتف النقالة، وماتحتويه من تطبيقات تسهل عملية استمرار العلاقات خارج أوقات الدوام، واستخدام بعض الطلاب إياها كوسائل معاكسة، وفي ظل بعض المشكلات التي تظهر بين الطلاب مع اختلاف أشكالها، وتدني مستوى التحصيل الدراسي إلى حد ما، يرى بعض الأهالي ممن يقطنون المناطق التي باتت أقرب للمدن بفصل الذكور عن الإناث في المدارس، ولاسيما في المرحلتين الإعدادية والثانوية، فيما يرى البعض الآخر عكس ذلك.
“الثورة” التقت بعض أهالي الطلاب، والذين كان لبعضهم الرغبة بفصل بناتهم عن البنين في المدارس، وقال اسماعيل نعمة: إن لعملية الفصل تلك إيجابياتها، كما لها مساوئها، فأما الإيجابيات، قد يحفز وجود الجنسين على المنافسة بين الطلاب والطالبات، حتى يثبت كل منهما للآخر قدراته وإمكاناته، في وقت يؤثر وجود الجنسين على عطائهم لانشغالهم سواء كانوا ذكوراً أم أناثاً بمظاهرهم الخارجية على حساب الدراسة، فضلاً عن شرود بعض الشبان أو الفتيات أثناء الحصة الدرسية تفكيراً ببعضهم فيما لو نشأت بينهم علاقات.

 

11.jpg

بدورها قالت سمية عبد ربه: إن ابنتها نقلت لها ذات مرة، بأنها لم تفهم من الدرس شيئاً نتيجة خلاف نشأ بين زميل لها وزميلة والمدرس يعطي الحصة، ودون أن يسمعانه ما يقولان لبعضهما، والخلاف كان نتيجة غيرة أحدهما على الآخر بعد نشوء علاقة حب بين الطرفين، في الوقت الذي لم ينظرا فيه للعواقب المترتبة عن ذلك الخلاف، ولا عن تلك العلاقة.
وذكر والد أحد الطلاب أيضاً أن ابنه كان يتلقى رسائل غرامية من إحدى الفتيات اللواتي كن معه في المدرسة، وكان يبادلها ذلك، إلى أن و صل الأمر بهما لأن تركا المدرسة في سن مبكرة بنية الخطبة والزواج، ولكن ما بني على خطأ فهو خطأ لأن الزواج لم يتم أصلاً بسبب عوائق كثيرة، وأعرب الأب عن تأييدة لفكرة فصل الذكور عن الإناث في المرحلة الثانوية لأنها مرحلة حساسة من أعمار الأبناء.
فيما رفض بالمقابل سامر محمود، وهو والد لثلاثة أبناء في المرحلتين الإعدادية والثانوية في بلدة أشرفية صحنايا فصل الجنسين خلال جميع المراحل الدراسية، موضحاً أن كل ممنوع مرغوب، وفي حال الفصل سوف ترى الأولاد الذكور يتسكعون على أبواب الثانويات التي لايوجد فيها سوى إناث، وبهذا نكون قد ساهمنا معاً بدفع الجنسين للفضول لمعرفة كل منهما عن الآخر، معترفاً بالوقت ذاته أن هناك ضوابط تربوية وقانونية نستطيع فيها منع الطلاب من التقارب والتواصل السلبي أو المشبوه، والتربويون أدرى بذلك.
الطالب شادي اسكندر رفض فصل الجنسين وقال: أعامل زميلاتي في المدرسة وكأنهن أخوات، وإذا حصلت بعض الحالات الشاذة، فهذا بالتأكيد ليس قاعدة، وليس أمر يستوجب التعميم.
على حين قالت عائشة محمود السلطي: إنها تؤيد فكرة وجود الجنسين في المدرسة الواحدة وهي منذ صغرها تهوى القدوم مع أخيها وترى نفسها مطمئنة لوجوده في مدرسة واحدة.
بينما مانع سعيد اللاطي وجود أخته في مدارس مختلطة، أو أن تشاركه أي فتاة مقعد الدراسة، مشيراً بأن أهله دائماً يقولون له: “إنه من العيب النظر للفتيات”، ما جعله يؤيد كلامهم يوماً بعد آخر.

10.jpg

المدرس علي الشاغوري أوضح أن وجود الجنسين معاً يخلق جواً من المنافسة بين الطلبة، ويحفز البعض الذي لا يواظب على دروسه بشكل جيد، تفادياً لموقف محرج قد يتعرض له أمام زميلاته.
بينما نوهت المدرسة سناء النايف أن وجود الجنسين قد يولد مشكلات بين الشبان نتيجة غيرة بعضهم على الفتيات، وقد يخلق مشاحنات ومشاجرات تصل لارتكاب فعل جرمي أحياناً، ونوهت في ذات الوقت على وجوب أن يعتاد الجنسان على بعضهم البعض في الحصة الدرسية، وهو ما يهيئ الأجواء لهم في الجامعة ولايشعر الطرفان بأنهما غريبان عن بعضهما.
ويروي يعقوب البدين وهو مدرس للغة العربية كيف انصرف طلابه وطالباته للاهتمام بمظاهرهم وهواتفهم ومراسلاتهم لينال أحدهم إعجاب الآخر، وأبدى امتعاضه من سيل النظرات التي يرمقها الطلاب على تفاصيل تخص زميلاتهم لدى وقوفهن للشرح خلال الدرس،حسب وصفه، وقال إن المدرس يعد للمئة قبل إنزال عقوبة أو تنبيه طالب أو طالبة على مخالفة ما، نتيجة ردود الفعل غير المضمونة من بعضهم، وبالتالي سوف يجد نفسه أمام أمرين أحلاهما مر.
المرشدة الاجتماعية سهام تلاوي قالت: لاتزال قضية فصل الذكور عن الإناث في بعض المدارس تثير جدلاً بين الكثير من الأهالي وأبنائهم والمدرسين والمعنيين بهذا الأمر، فبينما يرى البعض أن تطبيق نظام اعتماد الفصل في جميع المدارس والمراحل ضرورة ملحة كي لايتم الاختلاط بين الجنسين وتحدث مشاكل منذ المراحل الأولى للدراسة وخصوصاً بعد ان كثرت المضايقات التي يتعرض لها التلاميذ والطالبات في المدارس المختلطة، يرى البعض أن الأمور لم تفلت من عقالها ولن تفلت مادام هناك موجهون ومديرون وكادر تدريسي حريص على العملية التربوية.

لكن مع جنوح بعض الأهل لدفع بناتهم لترك المدارس بسبب الاختلاط لابد من الوقوف والتأمل عند هذا الأمر، ولهذا يطالب البعض بضرورة القيام بعملية الفصل من خلال إنشاء مدارس خاصة للبنين وأخرى للبنات كي يتمكن الطلبة من إكمال دراستهم، وخاصة في المناطق التي لم يتم فيها فصل الجنسين عن بعضهما

آخر الأخبار
حلب تبسط تراخيص البناء لتمهيد الطريق أمام الإعمار تطوير خطة شاملة بحلب لإدارة النفايات وإعادة تدويرها جنرال إسرائيلي يؤكد أن إسرائيل في حالة ضبابية وتصدع داخلي إعادة التشجير.. أمل أخضر ينبت من رماد الحرائق خدمات إغاثية وصحية للمهجرين من السويداء في مراكز إيواء بدرعا تعزيز الشفافية والكفاءة المالية في بلديات شمال حلب "لنعيد لحلب هيبتها".. حملة شاملة لضبط المخالفات المرورية بيئات العمل السامة... عبء آخر واجه السوريين خلال الحرب رئاسة الجمهورية تُعلن تسلّم التقرير النهائي بشأن أحداث الساحل السوري الرئيس الشرع يتسلم التقرير الكامل للجنة الوطنية المكلفة بالتحقيق في أحداث الساحل جنبلاط يستنكر أي تصريح يدعو لحماية دولية أو إسرائيلية الحكومة تواصل تقوية علاقاتها الدبلوماسية عربياً ودولياً للنهوض بالبلاد الأخلاق.. بوصلة القيم في زمن الضجيج الإعلامي واشنطن تدعو دمشق إلى محاسبة مرتكبي الانتهاكات في السويداء "أريحا أحلى بهمة أهلها": مبادرة مجتمعية لتحسين الواقع الخدمي والبيئي إيراداتها وصلت إلى 210 مليارات ليرة في 6 أشهر.."عدرا الصناعية".. ديناميكية الإنتاج وصعود الاستثمارات عودة الدولة إلى السويداء..خيار النجاة لوحدة الوطن بدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني في جامعة دمشق "الشعوري التصنيفي".. الإنسان كون في ذاته اجتماع ثلاثي في عمّان يبحث جهود التهدئة في السويداء والتزام بوحدة سوريا