الثورة – محجوب الرقشة:
مع اقتراب إسدال الستار على فعاليات معرض دمشق الدولي، يواصل جناح وزارة الأوقاف حضوره المميز وتفاعله الكبير مع الزوّار، وسط أجواء عامرة بالإقبال والاهتمام.
وتأتي مشاركة وزارة الأوقاف من قناعة راسخة أن المعرض ليس حدثاً اقتصادياً أو تجارياً فحسب، بل هو منصة فكرية وثقافية للتواصل المباشر مع أبناء الوطن.
المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف أحمد حلاق بيّن لـ”الثورة” حرص الوزارة وحضورها الفاعل والمؤثر في هذه التظاهرة الوطنية الكبرى، لإبراز الدور الفكري والديني في عملية البناء إلى جانب الدور الاقتصادي، وقد لمسنا أهمية المشاركة من حجم التفاعل الميداني، إذ استقطب جناح الوزارة آلاف الزوّار يومياً، وهو ما يؤكد تعطّش الجمهور للمحتوى الثقافي والإيماني الرصين الذي نقدمه، ويبرهن على جدوى وجودنا لتعزيز جسور الثقة والحوار مع المجتمع والإصغاء لاهتماماته وتساؤلاته.
وقال حلاق: ما زاد من قيمة هذا الحضور ما قدّمناه من فعاليات مميزة مثل توزيع ماء زمزم يومياً كلمسة روحية، وإهداء المصاحف للزوار، الأمر الذي جعل التجربة أقرب إلى مشاركة وجدانية مباشرة مع الجمهور.
أما رسالتنا التي نحرص على إيصالها فهي أن الدين الإسلامي رسالة حضارية وإنسانية تحمل في جوهرها قيم المحبّة والتسامح والبناء، مضيفاً: أردنا للزائر أن يرى في جناح وزارة الأوقاف صورة حيّة للوسطية والاعتدال، بعيداً عن القوالب النمطية، والتأكيد أن إعادة بناء سوريا لا تقتصر على الحجر والبنى التحتية، بل تشمل أيضاً بناء الإنسان والفكر والقيم، لذلك كان شعارنا غير المعلن “حضورنا.. رسالة ومعنى”، أي إن الرافعة الروحية والأخلاقية تسير جنباً إلى جنب مع الرافعة المادية في نهضة الأمم، وقد تجسّدت هذه الرسالة عملياً في أركان الجناح من العرض الثلاثي الأبعاد للمسجد النبوي الشريف الذي أتاح للزوار تجربة بصرية تفاعلية مع السيرة، مروراً بركن الأوقاف التنموي الذي يحفّز على العطاء وخدمة المجتمع، واستعراض جوائز الحج التي حصلت عليها مديرية الحج والعمرة لتأكيد خبرة الوزارة ومكانتها، وصولاً إلى مبادرة “شاركنا البناء” التي دعت كل مواطن للمساهمة بفكرته ومبادرته في مسيرة الإعمار المادي والمعنوي للوطن.
واضاف حلاق: فيما يخص رؤيتنا في مجالات الوقف والدعوة والتنمية، فهي تقوم على دمج الأصالة بالمعاصرة، فنحن نؤمن بأن إدارة الأوقاف يجب أن تتم وفق أساليب حديثة وشفافة تعظّم الأثر التنموي، وتوجّه العوائد إلى مشاريع خيرية وخدمية تحقق النفع العام وتعزز التكافل الاجتماعي، وفي الجانب الدعوي، نلتزم بلغة العصر وأدواته للوصول إلى الشباب والأطفال بأسلوب جذاب ومؤثر، ومن هنا أطلقنا مشاريع التعليم الإلكتروني ومنصّات توعية رقمية لإيصال المعلومة الدينية الصحيحة بطرق ميسّرة وسهلة الوصول.
وأكد حلاق أن للمساجد دوراً ينبغي أن يستعاد بوصفها مراكز للعلم والفكر إلى جانب العبادة، ومن هنا تولي وزارة الأوقاف عناية خاصة بإدارتها وتنظيم الدورات العلمية داخلها، لافتاً إلى الإشراف على شبكة متكاملة من المدارس الشرعية بمراحلها الابتدائية والإعدادية والثانوية، لتكون رافداً أساسياً في إعداد جيل واعٍ بدينه ومتفاعل مع قضايا مجتمعه، وإلى جانب ذلك، لدينا رؤى طموحة لمشاريع كبرى، من بينها إنشاء معرض إسلامي تفاعلي دائم للسيرة النبوية بتقنيات حديثة، ليكون منارة ثقافية وسياحية تعرّف الأجيال بتاريخهم بطريقة حيّة وتفاعلية.
وبهذا، نؤكد أن جناح وزارة الأوقاف لم يكن مجرد مساحة للعرض، بل كان رسالة حيّة تُجسّد روح سوريا الجديدة؛ روح الإيمان والبناء، روح الوسطية والاعتدال، وروح العمل المخلص من أجل وطن يعاد إعمارُه بالحجر والفكر معاً.