الثورة – ميساء السليمان:
يشكّل معرض دمشق الدولي في دورته الثانية والستين فرصةً استثنائية للمؤسسات الوطنية لتقديم إنجازاتها ورؤاها المستقبلية في مختلف القطاعات، ومن بينها قطاع الثروة السمكية الذي يزداد حضوره أهمية عاماً بعد عام.
وقد جاءت مشاركة المؤسسة العامة للأسماك ضمن جناح وزارة الزراعة لتكون بمثابة لوحة متكاملة تعكس جهودها في الإنتاج، والحماية، والتوسع في الاستثمارات السمكية، مع رؤية مستقبلية تؤكد أن الثروة المائية ليست مجرد مصدر غذاء، بل ركيزة للأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
إنجازات وبرامج استراتيجية
وأوضح مدير فرع دمشق للثروة السمكية المهندس إبراهيم ياسر الأحمد في تصريح لصحيفة الثورة أن مشاركة المؤسسة في المعرض تهدف إلى تسليط الضوء على إنجازاتها وبرامجها الاستراتيجية في مجال تنمية الثروة السمكية، مشيراً إلى عرض إنتاج المؤسسة من الأصناف المحلية، من سمك الكارب، والمشط، والسلور، إضافة إلى عرض أصناف عديدة من أسماك الزينة والأنواع المهجنة، ونشر ثقافة تربيتها عبر كوادرها الفنية المنتشرة في محافظات القطر، فضلاً عن إجراءات استزراع المسطحات المائية بالأصبعيات التي يتم إنتاجها في المزارع، إذ نقوم باستزراع السدات، والسدود، والأنهار، والبحيرات ضمن شروط معينة تهدف إلى زيادة إنتاج الأسماك وتحسين المخزون السمكي بما يعود على زيادة حصة الفرد من الأسماك وتأمين حاجة الأخوة المربين من الأصبعيات اللازمة لمزارعهم.
إضافة إلى عرض أهم المهام في هذا المجال ومنها تطوير صناعة الأعلاف المتخصصة بالأسماك ،والمساهمة في تأمين متطلبات التوسع في المزارع السمكية بكافة أشكالها البحرية والمياه العذبة.
كما تسعى المؤسسة جاهدة خلال فعاليات المعرض إلى عقد اتفاقيات في مجال الصيد البحري في المياه الدولية والإقليمية والتوسع في إنشاء مزارع مائية عائمة في المياه الإقليمية وطرح استثمارات في مجال الصيد البحري وتوسيع آفاق التعاون في المجال السمكي على الصعيد العربي والإقليمي والدولي.
وقال الأحمد: لم يقتصر جناح المؤسسة على عرض الأسماك فقط، بل قدّم للزوار تفاصيل دقيقة عن سلسلة عمل متكاملة تبدأ من إنتاج الأصبعيات في المزارع السمكية، مروراً باستزراع البحيرات والسدود، وصولاً إلى رفد الأسواق المحلية بالأسماك الطازجة.
واستعرضت المؤسسة لتقنيات تربية أسماك الزينة ونشر ثقافة الاهتمام بها، في خطوة تجمع بين الجانب الجمالي والتوعوي.
استثمارات للصيد البحري
مرام السليمان – زائرة من دمشق، قالت: “لقد لفتني تنوع الأصناف المعروضة، وخصوصاً أسماك الزينة التي لم أكن أتوقع أن تُربى محلياً بهذه الجودة، وأعجبني كثيراً الشرح المفصل حول استزراع السدود والبحيرات، فهو يفتح أمامنا تصوراً جديداً عن كيفية استثمار الموارد المائية في خدمة الناس.”
محمد الجمال – طالب في كلية الاقتصاد: “ما شدّني هو الطموح الكبير في طرح استثمارات للصيد البحري وعقد اتفاقيات خارجية، وبرأيي، هذا يعكس نقلة نوعية تجعل قطاع الثروة السمكية في سورية جزءاً من الاقتصاد الوطني المستقبلي، لا مجرد قطاع إنتاج غذائي محدود.”
ومشاركة المؤسسة العامة للأسماك في الدورة 62 لمعرض دمشق الدولي يشكّل مصدراً متجدداً للغذاء الصحي وفرصة اقتصادية واعدة، بين استزراع البحيرات وتطوير الأعلاف وتوسيع الاستثمارات البحرية، ويُجسد رؤية المؤسسة في أن حماية وتنمية الثروة السمكية ليست مجرد مهمة آنية، بل رسالة وطنية لمستقبل مستدام يضمن الأمن الغذائي والصحي للأجيال القادمة.