الثورة – لينا شلهوب:
معرض دمشق الدولي.. منصة متجددة لاستقطاب الشركات والمؤسسات من مختلف دول العالم، ويقدم صورة حيّة عن فرص الاستثمار والتبادل التجاري والثقافي، وفي هذا الإطار، يبرز حضور الجناح الباكستاني كإحدى العلامات المميزة في دورة هذا العام.
منصة للتعريف
مسؤول الجناح الباكستاني حمزة أورينكزيب في لقاء مع صحيفة الثورة بيّن أن الجناح لم يقتصر حضوره على مجرد عرض منتجات تقليدية، بل شكّل منصة للتعريف بالقدرات الصناعية والإنتاجية الباكستانية، بدءاً من الصناعات الدوائية والمنسوجات والأدوات الجراحية، وصولاً إلى المنتجات الزراعية والحرف اليدوية ذات الجودة العالية، مضيفاً: إن هذه العروض لم تقدَّم فقط للجمهور السوري الواسع الذي يقصد المعرض، وإنما أيضاً للمستثمرين ورجال الأعمال الذين يبحثون عن فرص تعاون تعود بالنفع المتبادل على الجانبين.
وإلى جانب البُعد التجاري، فإن الجناح الباكستاني حمل رسالة ثقافية وإنسانية، إذ سعى لتعريف الزوار بالعادات والتقاليد الباكستانية الغنية، من خلال عروض مرئية ومنشورات تعريفية، ما أضفى على المشاركة طابعاً يوازن بين الاقتصاد والثقافة، هذه الخطوة تسلط الضوء على حقيقة أن العلاقات السورية-الباكستانية ليست محصورة بالإطار الرسمي أو التجاري فحسب، وإنما تمتد لتشمل البعد الشعبي والثقافي.
من زاوية اقتصادية، يمثّل المعرض فرصة نادرة لتلاقي الشركات السورية والباكستانية، بما يتيح تبادل الخبرات وبناء شراكات جديدة، فبينما تبحث سوريا عن أسواق داعمة لصادراتها، وعن استثمارات نوعية تساعد في إعادة بناء بنيتها التحتية، تنظر باكستان بدورها إلى سوريا كسوق واعد لمنتجاتها، وكبوابة للتعاون مع دول المنطقة، هذه المعادلة تفتح الباب أمام مشاريع مستقبلية يمكن أن تشمل مجالات حيوية مثل الطاقة، الزراعة، التعليم، وتكنولوجيا المعلومات.
وأكد ممثلو الشركات الباكستانية المشاركون في المعرض أن انخراطهم في هذه الفعالية لا يقتصر على الجانب التسويقي، بل يعكس التزاماً حقيقياً بدعم الشعب السوري في مرحلة النهوض الاقتصادي، كما أشاروا إلى أن سوريا، بما تمتلكه من موقع جغرافي استراتيجي وإرث حضاري عريق، مؤهلة لتكون مركزاً للتجارة الإقليمية والدولية، وأن التعاون معها سيكون استثماراً بعيد المدى يعود بالفائدة على الجانبين.
جسر للتواصل
الجناح الباكستاني لم يكن مجرد مساحة عرض، بل كان بمثابة جسر للتواصل بين رجال الأعمال، ومكاناً للحوار حول فرص الاستثمار المشتركة، فقد أُقيمت خلال أيام المعرض عدة لقاءات بين الوفود السورية والباكستانية، جرى خلالها بحث آليات تفعيل التبادل التجاري وتسهيل حركة البضائع، إضافة إلى إمكانية توقيع مذكرات تفاهم في مجالات مختلفة.
ومن اللافت أن الحضور الشعبي للجناح كان كبيراً، إذ أبدى الزوار إعجابهم بالمنتجات الباكستانية، ولاسيما ما يتعلق بالصناعات النسيجية واليدوية، التي تحاكي الذوق الشرقي الأصيل، ما يعكس فرصاً واعدة لتوسيع قاعدة المستهلكين السوريين للمنتجات الباكستانية.
يبرز الجناح الباكستاني في معرض دمشق الدولي كأكثر من مجرد مشاركة رمزية، بل كخطوة استراتيجية تعزز مكانة المعرض كملتقى عالمي.