الثورة – ناديا سعود:
بخطوات واثقة، يدخل “فريق الحياة” الإنساني عامه العاشر، حاملاً إرثاً من العمل الخيري الممتد بين القرى والمخيمات، وصولاً إلى منصة معرض دمشق الدولي بدورته الثانية والستين.. في هذا المعرض، لا يعرض الفريق مجرد صور أو مجسمات، بل ينقل حكاية آلاف الأسر التي قاومت قسوة النزوح ومرارة الخيام، ليقدّم وجهاً حقيقياً للمعاناة والأمل معاً.
يقول المدير المالي والنائب الإداري للفريق عبد القادر طلاع في حديثه لـ”الثورة”: تأسسنا قبل عشر سنوات، ونعمل اليوم بترخيص في أربع دول، تركّزت أعمالنا بدايةً على مشاريع المأوى، وأقمنا قرى متكاملة مثل “بسمة أمل” (المرحلتين الأولى والثانية)، و”قرية الحياة 1″، و”قرية الحياة 2″، وبعد التحرير، انتقلنا لترميم المدارس والمنازل، فشمل عملنا ثلاث مدارس في ريف إدلب وحماة، إضافة إلى عدد من المنازل في سراقب ومحيطها.
لا تقتصر أنشطة “فريق الحياة” على السكن والتعليم، إذ ينشط في برامج الكفالات التي تشمل الأسر والأيتام، إضافة إلى الحالات الطبية والإنسانية الشهرية، كما يطلق الفريق حملات موسمية تحمل طابع الاستدامة، مثل: “سقيا الحياة” لتأمين مياه الشرب، إضافة إلى معمل متكامل لصناعة البوظة، خصص إنتاجه لدعم المخيمات في الشمال السوري، وحملة التدفئة السنوية التي بلغت عامها العاشر هذا الشتاء، إذ يوزّع الفريق الحطب ومواد التدفئة على المخيمات السورية.
من المعاناة إلى المعرض
في جناحه بمعرض دمشق الدولي، عرض “فريق الحياة” نماذج حيّة من واقع النزوح.. خيام صنعت من شادر رقيق لا يقاوم حر الصيف ولا برد الشتاء، بطانيات بالية بالكاد تقي أجساد الأطفال، ووسائل تدفئة بدائية تعتمد على الحطب أو مادة “البيرين” التي تنفث روائح خانقة ودخاناً مؤذياً. والغاية من هذا العرض بحسب طلاع أن يرى الزائرون الحقيقة كما هي، وأن يدركوا حجم الحاجة المستمرة للعمل الإنساني.
عشر سنوات من العمل جعلت “فريق الحياة” أكثر إصراراً على المضي في رسالته، جامعاً بين الدعم المباشر للأسر وإعادة الإعمار التدريجي للبنية التعليمية والمعيشية. والمشاركة اليوم في معرض دمشق الدولي ليست مجرد حضور رمزي، بل تأكيد على أن قضايا النزوح والإغاثة تبقى في صدارة الأولويات الوطنية والإنسانية.