الجولان المحتل.. أبجدية حنين وحضور لايغيب

الثورة – غصون سليمان:

علمتنا الأبجدية في مناهجنا مذ كنا صغاراً على مقاعد الدراسة كيف نعشق الوطن ونتغنى بكل ذرة تراب مصانة بحرير الجغرافية و التاريخ..
تعلمنا كيف يخفق القلب وينبض الحنين، وتتقد الذاكرة في كل مرحلة من مراحل العمر المتدرج، فكان السباق لموضوع الإنشاء والتعبير اختباراً لحروفنا إذا ماكان العنوان الجولان السوري المحتل سيد المقال وقبلة الحرف، وبعد الاختبار كانت تترجم النصوص في شهر نيسان من أيام الزمن السوري الجميل القيام برحلات مدرسية من جميع المحافظات السورية إلى مدينة القنيطرة المحررة اخت الجولان، وتوءم المعاناة، ونافذة القرب من عطر الجولان وأنين اوجاعه.
ففي وعينا المتنامي وعلى أطراف الحدود المصطنعة الشائكة كان مجهر الصورة يتسع عند كل سؤال واستفسار عن همجية كيان متوحش غاصب لم يترك وراءه إلا خصال الحقد والشر. فالأبنية المدمرة والمراكز الصحية والخدمية التي تشبه الغربال من كثرة تقوب قذائف ورصاص الحقد في جدرانها التي بقيت صامدة تتحدى رياح العدوان، وتحكي قصص البطولة والاستبسال لجيش وشعب سوري قبلته الكرامة وشرفه جذور الانتماء.
* تدمير ممنهج..
وحسب وثائق التاريخ فقد هدٌمت السلطات الصهيونية القرى التي هجرها سكانها عنوة، بعد أن مارست كل وسائل القهر والإذلال التي حظرها القانون الدولي والتي بلغ عددها نحو ٢٤٤ قرية ومزرعة بهدف إخفاء أي دلائل تشير إلى وجود سكان عرب في هذه المناطق من قبل.
والأخطر من كل ذلك لجوء الكيان الغاصب منذ الأشهر الأولى لاحتلال الجولان إلى عمليات المسح الأثري والتنقيب فيه مع جبل الشيخ، لخدمة أهداف سياسية عنصرية توسعية وأفكار توراتية، تعطي الصهاينة حقوقاً مزعومة وتربط تاريخ الجولان بالتوراة وتلغي وجود أي دليل يتنافض وتلك النظريات والأفكار، وتشكك في انتماء المنطقة للتاريخ الحضاري العربي.
وفي هذا السياق تشير الدكتورة كاميليا أبو جبل من جامعة دمشق كلية الآداب قسم التاريخ في بحثها حول الانتهاكات الإسرائيلية لآثار الجولان المحتل ومحاولات تشويه الإرث الحضاري العربي فيه إلى أنه وحسب المعلومات المتوافرة فقد تم الكشف عن أكثر من٢٠٠ موقع أثري في الجولان كلها تحمل دلائل على الوجود الإنساني والحضاري القديم في هذه المنطقة.
ومع ذلك لم يتم بنتيجة تلك الحفريات والتنقيبات إثبات أي وجود للعبرانيين القدماء في الجولان السوري، كما لم يعثر الصهاينة على أي وثيقة تثبت “حقهم التاريخي” في الجولان كما يدعون، ما دفع الجهات الرسمية الصهيونية ومنها سلطات الآثار والمتاحف “الإسرائيلية ” إلى القيام عمداً بتأليف روايات تاريخية معتمدة على تزوير بعض المعالم والدلائل الأثرية في الجولان، كما حصل في تنقيبات مواقع “خربة الدالية، والدردارة، ودير العزيز “.

* تجارب الأحرار..
وتوضح الدكتورة أبو جبل بأن تجربة أحرار الجولان في مقاومة الاحتلال تثبت أن العدد ليس هو العامل الحاسم في معارك التحرير والاستقلال، فالتجارب التاريخية تشير أن مقاومة الاحتلال تبدأ منذ لحظة نصب المحتل خيامه في الأرض المحتلة ليتجلى ذلك من خلال مفهوم المقاومة الذي يبدأ بخلايا قليلة العدد قوية التأثير على معنويات المحتل.
فعلى الرغم من قلة عدد أهالي الجولان الذين بقوا متشبثين بأرضهم بعد حزيران عام ١٩٦٧ أثبتوا أن قوة الانتماء للوطن الأم سورية أقوى من بطش الاحتلال وأساليبه في الترغيب والترهيب، فلا إغراءات نفعت، ولا تعسف الاعتقال والتعذيب والحرمان منع أهالي الجولان من إيصال صوتهم إلى العالم قاطبة.
من هنا كما تؤكد الدكتورة أبو جبل تأتي أهمية الشعار الوطني الجامع الذي رفعه أحرار الجولان “المنية ولا الهوية الإسرائيلية “.
وبالتالي لابد من الإشارة إلى أهمية الإضراب العام والشامل لأهالي وأحرار الجولان ضد قرار الضم، وقد سبق ذلك إصدار الوثيقة الوطنية بتاريخ ٢٥/٣/١٩٨١ التي أكدت على أن الجولان جزء لايتجزأ من سورية العربية، وهذه صفة متلازمة لأهل الجولان تنتقل من الآباء إلى الأبناء الذين يرفضون رفضاً قاطعاً قرار الكنيست الإسرائيلي بتغيير الهوية العربية السورية لأبناء الجولان المحتل، وهو قرار لارجعة فيه.
وأخيراً نقول: الجولان كان ومازال وسيبقى أرضا وتاريخاً وحضارة سوري الهوى والهوية، ولنا في غالية فرحات وصدقي المقت ومدحت الصالح وغيرهم الكثير من الشرفاء الأحرار شواهد على النبض والفعل والذاكرة التي لاتشيخ مهما تغطرس الجلاد وتفنن بقبحه

آخر الأخبار
المبعوثة البريطانية: تقرير التقصي حول أحداث الساحل رسالة بأن المحاسبة ستشمل جميع الجرائم  باراك: احتواء الأعمال العدائية في السويداء يتم بوقف العنف وحماية الأبرياء   بحث احتياجات المهجرين من السويداء مع "الأغذية العالمي" بدرعا سوريا تندّد بمنع دخول قافلة إنسانية إلى السويداء وتحذّر من تداعيات أمنية خطيرة داعم للأسر الريفية في طرطوس.. "تربية الأبقار" مشروع متناهي الصغر رويترز: شركات أميركية تعد خطة لإعادة تأسيس البنية التحتية للطاقة في سوريا من التسرّب إلى التسوّل.. حكايات ترقب بصيص النور في نفق الأمل تفقد مراكز إيواء المهجرين بالريف الشرقي في درعا استبدال وتوسيع مراكز تحويل كهرباء بالقنيطرة دعم المحاصيل وتحسين أنظمة الري في ريف سمعان بحلب آثار حلب تستعيد نحو 1000 قطعة أثرية ثمينة حلب تبسط تراخيص البناء لتمهيد الطريق أمام الإعمار تطوير خطة شاملة بحلب لإدارة النفايات وإعادة تدويرها جنرال إسرائيلي يؤكد أن إسرائيل في حالة ضبابية وتصدع داخلي إعادة التشجير.. أمل أخضر ينبت من رماد الحرائق خدمات إغاثية وصحية للمهجرين من السويداء في مراكز إيواء بدرعا تعزيز الشفافية والكفاءة المالية في بلديات شمال حلب "لنعيد لحلب هيبتها".. حملة شاملة لضبط المخالفات المرورية بيئات العمل السامة... عبء آخر واجه السوريين خلال الحرب رئاسة الجمهورية تُعلن تسلّم التقرير النهائي بشأن أحداث الساحل السوري