منذ أن حققت الدولة السورية الانتصارات المتتالية على الإرهاب والتي ساهمت في تحرير مساحات شاسعة من الأراضي التي عانت من سيطرة الإرهاب عليها … اعتقد السوريون أن الأمور ستعود كما كانت عليه سابقاً من رخاء وازدهار وبحبوحة في مستوى الخدمات، في الوقت الذي كان فيه الأعداء مستعدين للانتقال إلى سيناريو جديد من سيناريوهات الحرب على سورية والمتمثل في الحصار والمقاطعة ومحاولات منع الدولة السورية من تأمين السلع الأساسية لمواطنيها…
الجهات المعنية آنذاك تنبهت لما يجري وبدأت في ما سمته سياسة التعامل بواقعية وشفافية مع المواطنين عبر شرح صعوبة الواقع والتطرق لمدى تعقيده مع عدم طرح الوعود غير القابلة للتطبيق والعمل على إدارة الموارد القليلة بعدالة ومساواة وفق الظروف الراهنة.. مع الأخذ بعين الاعتبار الاستمرار في تأمين المتاح من الخدمات بالحد الأدنى مما سبب حالة الامتعاض التي نلحظها حالياً من تدني مستوى الخدمات وغلاء الأسعار وغيرها من العوامل المؤثرة في الواقع المعيشي للسوريين في الوقت الذي نجد فيه الجهات المعنية إما في حالة تطنيش للشكوى تحت عنوان أن هذا هو المتاح… أو أنها مشغولة في تفسير صعوبة الواقع الذي تسببت فيه الحرب وظروف الحصار دون التطرق نهائياً لأي أفق للحل مهما طال الزمن…
اعتقد أن أكثر ما يستفز شريحة الممتعضين من هذا الواقع وهم… بالمناسبة كثر..له علاقة في غياب الأمل أمامهم بالمستقبل القريب والبعيد ومن جهة أخرى حالة الاستسلام الواضحة لدى القائمين على هذه الملفات بالنسبة لإيجاد الحلول علماً أنها مسؤوليتهم وواجبهم فترى لسان الكثير ينطق بما في نفسه لهؤلاء ليقول…إذا كنتم غير قادرين على إيجاد الحلول فلتغادروا ليأتي من هو قادر على إيجادها…
طبيعة النفس البشرية مجبولة على الشعور باليأس والقنوط في حال غياب الأمل الذي في حال وجد قادر على صنع المعجزات كما أنه يولد الصبر والقدرة على تحمل الواقع مهما صعب وبات معقداً…
لذا يتوجب على الجهات المعنية أن تبعث الأمل في نفوس السوريين بأن القادم أجمل بعيداً عن التنظير والتسويف والبحث عن الحلول ضمن الواقع المتاح مع التعامل بإيجابية تجاه تقديم الأفضل للسوريين الذين صمدوا وراء دولتهم ورموزها…
على الملأ-باسل معلا