تشهد بعض مدارسنا عنفاً غير مسبوق بين التلاميذ الذين يترجمون ذلك العنف خلال الفرصة أو بعد الانصراف والخروج من المدرسة، على شكل ضرب وشجار ومشادات جسدية وكلامية، قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى أذيات جسدية كبيرة.
أسباب كثيرة متداخلة وراء هذه الظاهرة، تبدأ من المنزل والأسرة، ولا تنتهي في المدرسة والمجتمع والظروف الاجتماعية المحيطة، لكن وبغض النظر عن ذلك كله فإن الأمر بات بحاجة إلى معالجة حقيقية لهذه الظاهرة التي تزداد بشكل مطرد، ذلك أن الكثير من مدارسنا أصبحت فيها الفرصة مسرحاً للفوضى واللعب العنيف بين التلاميذ، وعلى أعين المعلمين والمعلمات، هذا في حال كانوا متواجدين أصلاً!؟.
إن مسألة العنف بين طلاب وتلاميذ المدارس، تحتاج قبل كل شيء الى حملات توعية بين التلاميذ أنفسهم تضعهم أمام خطورة هذا الموضوع، وبالتوازي تحتاج إلى قرارات صارمة من وزارة التربية الى كل الكوادر الإدارية و التدريسية والتوجيهية بضرورة مراقبة هذا الموضوع عن كثب والتصدي له والسيطرة عليه وعدم الاستهتار بخطورة تداعياته. وللتذكير فقط فإنه قبل نحو عام توفي التلميذ عبد الرحمن المصطفى بعد ضربه من قبل زميله داخل باحة مدرسته بقرية البياضية بمحافظة حماة، وبعدها بأربعة أشهر وفي إحدى مدارس اللاذقية، تم استئصال الطحال لطفل في الصف الخامس الابتدائي بسبب تعرضه للضرب من قبل أقرانه بعد مشاجرة بينهم خلال الفرصة، وعلى إثر ذلك أطلقت وزارة التربية في ذلك الوقت (الحملة الوطنية للسيطرة على العنف) من منزل الطالب عبد الرحمن مصطفى، ليبقى السؤال، هل ما تزال تلك الحملة قائمة وموجودة؟، أم أنها كانت مجرد ردة فعل بددها النسيان وعدم المتابعة!؟.
نختم بما أخبرنا به أحد مديري المدارس تعليقا على هذه الظاهرة عندما قال وبنوع من التهكم المحزن: إن كميات القطن والشاش التي يستخدمها لتطبيب التلاميذ المصابين من العنف والمشاجرات، أكثر بكثير من القرطاسية المستخدمة لتعليمهم!؟.
عين المجتمع- فردوس دياب