دون حل ولو من قُبيل ذر الرماد في العيون.. لا تزال مشكلة مواسم اللاذقية من الحمضيات وزيت الزيتون الحديث الأول والهم الشاغل للمواطن مستهلكاً كان أم فلاحاً..
المواطن يعتبر هذين المحصولين من أولوياته المعيشية، وكذلك الفلاح ويحاول كل منهما الوصول إلى الآخر لتحقيق المقايضة التجارية البسيطة، إلا أن أي منهما لم يتمكن من التعامل مع الأخر، دون معرفة الكيفية التي تتم بها آلية المنع أو من يقف وراءها..
تضاؤل أشجار الزيتون في محافظة اللاذقية نتيجة الحريق أفرز فجوة هائلة، ما فتح المجال واسعاً أمام المحتالين ومزوري الزيت لتحقيق المليارات على حساب المواطن الفقير، ولاسيما أن ما كان يُسمّى في العهود الماضية رقابة، قد بات غائباً عن الساحة اليوم ولم يعد ذكره يخيف أحداً..!! والسبب معروف للجميع..
أما الحمضيات فواقع الحال تنتشر فيه الصور المخزية عن موسم الحمضيات الذي ينتشر مشكّلاً بساطاً برتقالياً تحت أشجاره الأم، تنتشر في أسواقنا صناديق وأكياس كاملة ضمن بسطات هائلة لبيع ما يُسمى (الكرمنتينا الطرابلسية)..
ألا يوجد أحد في مؤسساتنا من يلحظ ذلك؟
أين دوريات التموين.. والمالية؟
بل أين الزراعة التي تكتشف نوعاً من الفطر وتحذر منه في وقت تغفو مطمئنة ليس فقط تجاه تدمير الخزان الزراعي الأول في سورية، بل تجاه الترويج الممنهج المدروس لسلعة مستوردة..!!
يبدو أنها المرحلة النهائية في التغيير الجذري لصفة محافظة اللاذقية التي لن تكون (جزماً) زراعية بعد سنوات قد لا تصل إلى العشرة، ولن تكون سياحية لغياب كل مقومات السياحة عنها، كما لن تكون اقتصادية لكون الصناعة غير معروفة فيها.. والله اعلم بالخطط التي يمكن أن يكون تفكير الحكومة تجاه تغيير هوية المحافظة لتكون مركزاً متقدماً للصناعات الإلكترونية مثلاً.
الكنز- مازن جلال خيربك