الثورة – يمن سليمان عباس:
تمر هذه الأيام ذكرى وفاة الشاعر السوري الكبير ممدوح عدوان ..الصحفي والشاعر والمترجم والكاتب الدرامي الذي عمل في جريدة الثورة لفترة طويلة من الزمن .
وقدم في مختلف فنون الابداع من المسرح إلى الترجمة والدراما وأثار حراكا ثقافيا مازال مستمرا حتى الآن لاسيما في مسلسل الزير سالم الذي كسر نمطية الصورة السائدة.
في ذكرى رحيله نستعيد قصيدته الرائعة التي يحن فيها إلى ملاعب الطفولة والشباب بمصياف.
الأهل في مصياف/والروح توَّاقه
يا ليتني صفصاف/أو زهر درَّاقه
لأبلَّ حلقي الجاف/في نبع وراقه
تتجمَّع الأطياف/في الرِّيح كالباقه
والريح في التطواف/للدمع سبَّاقه
ريح بذاكرتي
وكنت الطفل يركض في الظلام
ملاحقاً بالحشرجاتِ
يسوقني خوفي
عينان تلتمعان
عينا مارد
وبصيص جنيٍّ بعينَيْ هرَّةٍ
أأقول: باسم الله أفضح نيَّتي؟
أم أُسلم الساقين للريحِ
ريحٌ بذاكرتي
ومصياف التي جاءت تصيَِف في الجبال
تغرَّبت عن عمرها
وتشرَّدت في الوعر مثلي
برَّدتها الريح في الصيف
ريحٌ.. وقاعٌ صفصفٌ
أشباح خيل في الظلام
مكامن بين الصخور
وقلعة تبدو بعتم الفقر كالطيفِ
الميتون استكثروا التكفين والدفن
ارتموا بين الحراج
تكفَّنوا بالزعتر البرِّيِّ والريحانْ
صاروا ربيع الزيزفون
ولوَّنوا ألق الندى
وشقائق النعمان
مصياف تسخو بالحنين
فتنشر الدفلى كنهر دمٍ
وتسقيه من النزفِ
فيفتِّح اليتيم الذي فيها زهوراً
والجراح بها عطوراً
تشرئبُّ حرائق الرغباتِ
من أعماق فاقتها وفتنتها
بحب يملأ الدنيا بخوراً
تستفيق بموتها بستان
يَسْتيقظ العشق الدفين
وراء خط الفقر
يوقظ رغبة الشبَّان
وترى الصبايا شهوة للحبّ
تسطع حمرة في جمرة الرمَّان