لاشك في أن ثمة أوقاتاً عصيبة عاشها السوريون خلال سنين الحرب العجاف، فلم تكن أيامنا حتماً في أحسن أحوالها بل كانت ثقيلة على قلوبنا المتعبة… ورغم ذلك لايزال السوريون يعاودون البحث عن كل ما هو جميل في دواخلهم، يصنعون الفرح في كل مكان، ويقدمون كل ما لديهم من العمل والعطاء في زمن يحاول فيه أعداء الإنسانية محاربة الحب والفرح وقتل كل ما يبهج الحياة على هذه الأرض المقدسة.
يحتفل السوريون هذه الأيام بميلاد السيد المسيح، وهم ماضون بكل شغف لإعادة الحياة إلى ماكانت عليه، صحيح أن الأمر ليس سهلاً فثمة منغصات ندركها جميعاً تحوم حولنا، لكنهم ينثرون الورود بعطرها وعبقها في كل مكان، إيذاناً ببدء الفرح، رمزاً لحياة يتمسك بها السوريون.
في سورية المجد، المدينة التاريخية التي بُعثت فيها الحياة، وصنوها الثقافة والفنون، مظاهر الفرح بعيد الميلاد وقدوم العام الجديد عنوان عريض لها، غير مكترثة بفكر ظلامي حاقد أراد فرض الجهل والسواد وثقافة القتل والدمار.
ليس مانقوله من باب تجميل الأشياء، وندرك أن أسباب الحزن كثيرة، لكن الحقيقة التي علينا الإيمان بها، بأننا أبناء الشمس التي لم تغب، حياتنا وأحلامنا وآمالنا تنتظر منا المزيد، وإن كانت قد تأخرت عن موعدها فهي عائدة إلى ما كانت عليه شاء من شاء وأبى من أبى بصمود السوريين وإرادتهم التي لاتعرف المستحيل.
سيبقى الفرح عنواناً للحب والإنسانية اللذين ينهضان بالإنسان, هكذا هي أعيادنا عبر التاريخ مرتبطة بالمعاني العميقة وليست مجرد أداء شكلي … وستبقى سورية الكلمة التي تنتصر للحقيقة فهي لم تحنِ قامتها يوماً لغادر أو عدو بل صمدت وانتصرت.. فحق لها أن تكون ابنة الحياة.. ابنة الفرح.. ابنة الحب والإنسانية .
رؤية- عمار النعمة