البنية الأساسية للغة العربية ونظامها النحوي والصرفي والاشتقاقي والتركيبي والإعرابي وتوسّع معانيها ودلالاتها ودقّة مصطلحاتها المعجمية يجعلها متينة صامدة منذ نطقها لأوّل مرة ومن ثمّ تطورها وتدوينها…
مرّت على العربية حروب شرسة واعترضت طريقها كما اليوم هجرة وثقافات متنوعة ومحاولات إقصاء واعتداءات متكررة، لكنها صمدت على مرّ العصور ولم تهلك، ولمّا تزل لغة مرجعية لأكثر من ثلاث مئة مليون من أبنائها، ومرجعية نحو مليار وربع المليار من البشر في عقيدتهم ومكنز حضارتهم…
عربيتنا في بنيتها تمتلك خصائص تجعلها قادرة على التوالد والنماء والبقاء فلا نخشى عليها من الزوال، لكن مانخشاه اليوم الضعف والهوان في مواكبة ميادين العلوم والتقانات وبعض العلوم المعرفية على اعتبار لسنا المبتكرين ولا المخترعين، بل متلقين ومقلدين، وفي ظلّ ذلك نحن أحوج مانكون إلى طرق تنمية مبتكرة لتطوير عربيتنا كحامل لغوي مواكب لأشكال التنميات…
مجمع اللغة العربية رقيق كاللغة المسؤول عنها، وقراراته ناعمة غير مُلزمة رغم جدواها في صون اللغة العربية… فهل من مخرج لوجود مؤسسة حكومية ذات شخصية اعتبارية تكون مُلزمة في أقرب مايكون، ولتكن على سبيل المثال “التنمية اللغوية” لتصبح حاملاً للغة العربية تُعنى بصونها وتجنيبها الضّعف والهوان، وتُعنى أيضاً بتجديدها وتطويرها لتبقى قادرة على التعبير عن مختلف نواحي التقدّم الإنساني…
رؤية – هناء الدويري :