ونحن نحتفل في العاشر من كانون الثاني بيوم المسرح العربي أسئلة كثيرة تدور في الذهن .. أولها: ما حال المسرح السوري؟ هل مايقدمه يخدم طموحنا؟ وهل يعاني تراجعاً وانتكاسات كما يقول البعض؟
لاشك في أن المسرح العربي بشكل عام والسوري بشكل خاص يعاني مشكلات عديدة وباتت معروفة كندرة النصوص المحلية، وهجرة بعض الفنانين الذين ابتعدوا عن الخشبة لكي يبقوا في أضواء الشاشة والسينما، بالإضافة إلى التمويل والإنتاج .. الخ
بيد أن مديرية المسارح والموسيقا سعت ولاتزال تبحث عن مسرح سوري جاد وراقٍٍ ومتنوع، والدليل تقديمها في عام ٢٠٢١ فقط أكثر من ١٢ عرضاً مسرحياً للأطفال و ٢٣ عرضاً مسرحياً للكبار، إضافة إلى ورشات العمل الكثيرة في مختلف المحافظات.
نعم .. تصميم حثيث ومطلوب تحلّى به مجموعة من الفنانين، الذين حملوا على عاتقِهم مسؤولية التشبث بتلك الخشبة فظلَّت الشعلة متّقدة، تلهب جذوتها أشواقنا، إلى مسرحٍ يليق بنا كسوريين ، مع يقيننا أننا حتى اللحظة نعاني ندرة النصوص المحلية المتميزة والتي بلا شك تسبب إشكالية كبيرة وهي ابتعاد العرض عن محيطه وإن كان هناك بعض المحاولات لكن تطور المسرح كما هو معروف مرهون بالنص الذي يكون المحرك لصيرورة المسرح..
في يوم المسرح جميل لا بل ضروري أن ندعو إلى فتح حوار جاد فيما بين المسرحيين أنفسهم ومابين المسرحيين والمشاهدين، فكلنا مسؤولون عن هذا المشروع والمسؤولية الأكبر تقع على عاتق الكتاب والمثقفين، شركاء الحرف والفكرة والمتابعة والنقد الموضوعي الهادف وتكريس التنوع وتعميق الجدل … حينها يمكننا الوصول الى صيغة مبتكرة لفتح آفاق جديدة تدعم المسرح وتعزز دوره في الحياة الثقافية والاجتماعية وهذا ما نطمح إليه بحق.