هو قطار التسويات والمصالحات الوطنية لا يزال يسير على سكته المرسومة له سورياً، فلا ألغام الأميركي قد تتمكن من التشويش على مساره، ولا حتى إرهابيوه المأجورون في الميدان بإمكانهم جعله أن يحيد عن إرادة السوريين ومشيئتهم وقرارهم الوطني، ولا حتى كل إملاءات قوى الطغيان والتبعية الغربية بمقدورها أن تجعله يقف مكانه، وتمنعه بالتالي من أن يتابع رحلته الوطنية ليصل بمن غرر بهم إلى محطة السلام والأمان، وإلى حيث يجب أن يكونوا في حضن وطنهم الأم، و يداً بيد مع أبناء وطنهم، وجيشهم، وحكومتهم، وقيادتهم.
أكثر من 22 ألفاً انضموا إلى التسوية في دير الزور منذ انطلاقها في الرابع عشر من تشرين الثاني الماضي، وهذا الرقم في ارتفاع ملحوظ، الأمر الذي إن دل على شيء، فهو إنما يدل على أن السوريين باتوا على قناعة مطلقة بأن حضن الوطن هو من يجلب لهم الدفء والأمان، ويريد لهم الخير، أما عدوهم فيتربص بهم شراً، ويريد لهم أن يغرقوا في دوامة الإرهاب، والقتل، والفوضى والدمار.
إدارة الإرهاب الأميركي توهمت أن باستطاعتها أن تخدع السوريين بشعاراتها الزائفة حول الحريات، وحقوق الإنسان، والديمقراطية، والتلطي خلفها لاستباحة أمنهم واستقرارهم وأرضهم وثرواتهم، فالعالم أجمع بات على قناعة تامة بأن تلك الشعارات البراقة يفتقدها المجتمع الأميركي نفسه بسبب سياسات حكومته الهوجاء، وما جرائم القتل العنصرية التي يشهدها الشارع الأميركي إلا خير دليل على ذلك.
كذبت أميركا كثيراً، ولكن كل أكاذيبها ارتدت وبالاً عليها، ادعت أن وجودها غير الشرعي على الأراضي السورية هو لحماية السوريين، فيما سرعان ما انفضح أمرها، وانكشفت لصوصيتها، وسرقتها للمحاصيل الزراعية، وللنفط والغاز والآثار، وصولاً إلى حدّ أن تركب مصفاة نفط في حقل الرميلان لزيادة منسوب نهبها لنفط السوريين.
التفاف السوريين حول مؤسستهم العسكرية، وقيادتهم الحكيمة، وتسارعهم للانضمام إلى قطار التسويات، وتوافدهم بالآلاف على مراكز المصالحات الوطنية، خير شاهد وبرهان اليوم على مدى تمسكهم بوطنهم، وتمتين تعاضدهم لمواجهة المحتلين ومرتزقتهم الإرهابيين ودحرهم، لإعادة الأمان والاستقرار لكامل ربوع الوطن.
حدث وتعليق -ريم صالح