في إحدى ورشات للرسم مع طلاب وطالبات المرحلة الأولى من التعليم الأساسي، أقامتها الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان حينها، ليرسم الأطفال ما يحسونه عنفاً عليهم، جاء من بين الرسومات صف مزدحم، ورسومات لأشخاص يصرخون، بالإضافة للضرب، والعقوبة بالوقوف على الحائط وغيرها.
تلك الرسومات تقول: إن هناك معاناة من عنف غير مباشر يعيشه الأطفال، صبياناً وبناتاً، يحفر في نفوسهم ويكبر معهم في البيت والمدرسة والشارع، بعض ذلك العنف يترافق مع حرمان في مرات كثيرة، من لقمة شهية، أو حذاء جميل، وشارع نظيف وحديقة للعب، ما يجعل خطر العنف أكبر في الأسرة والمجتمع.
اليوم يتيح لنا الفيسبوك وغيره معرفة جرائم عنف أسري تحدث هنا وهنا، تتدرج من الضرب والشتم، الى القتل العمد، وبعدها نستغرب، وأحياناً نرجع السبب لنتائج الحرب العدوانية التي عشناها طوال السنوات الماضية.
ثمة عنف غير مباشر يبيحه المجتمع وتكرسه الثقافة ولا تردعه القوانين، يعيش بيننا، قبل الحرب وها هو ينفجر في وجهنا اليوم.
إنه دوائر متتابعة ومتداخلة علينا العمل على تقطيعها وتفكيكها، جميعنا مطالبون من المربين والمعلمين، المربيات والمعلمات، الصحفيين والصحفيات والقضاة والقاضيات والمحامين والمحاميات، مؤسسات الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني.
لنبدأ أولاً بإدانة العنف بكل أشكاله ورفضه وخاصة في البيت وعلى ضعفاء البيت وهم الأطفال والنساء، ليس من حق الأب والأم اللجوء للعنف في التربية، وليس من حق الزوج رفع عصا العنف لحل الخلافات الزوجية، وليس من حق الزوجة رد العنف بالعنف أو بالصمت.
عين المجتمع -لينا ديوب