أفكار محمية بالتبني

عالم الرياضيات الأمريكي برنارد دانتتزوق أسماه والداه جورج برنارد على اسم الكاتب الشهير “جورج برنارد شو ” على أمل أن يكبر يوماً ويصبح كاتباً مشهوراً، ولكن لعنة الرياضيات لاحقته من والده ووالدته حيث كانا يدرسان الرياضيات، و في أول سنة له في الدكتوراة وصل متأخراً إلى محاضرة كان ألقاها عالم الرياضيات والإحصاء Jerzy Neyman، ولكنه وجد مسألتين إحصائيتين على السبورة، أعتقد جورج أن المسألتين واجب منزلي فنقل المسائل على ورقته و عاد إلى المنزل و قام بحلها، و في اليوم التالي ذهب إلى الدكتور ليسلم الحل ويعتذر عن التأخير ويرجوه أن يقبل الواجب المتأخر.

اللغز في الأمر أن المسألتين اللتين كتبهما الدكتور على السبورة كانتا مجرد مثالين لمسألتين في الإحصاء عجز العلماء عن حلهما فيما اعتقد جورج أنه واجب منزلي مطلوب من كل الطلاب فقام بحلهما.
علماء النفس قالوا لو أن جورج كان يعلم بأن العلماء عجزوا عن حل المسألتين لَما حاول بالأساس، وكان استسلم لفكرة استحالة الحل، وربما كان حلهما مجهولاً حتى اليوم.
في واقعنا هناك استسلام لإمكانية تجاوز الواقع الصعب الذي نعيشه، وهناك استسلام لفكرة استحالة إصلاح القطاعات الخاسرة و المتوقفة، وهناك استسلام لحالة الترهل والفساد، وكل إدارة تأتي على قطاع تضع استراتيجية ووعوداً وتوقيتات لإنجاز خططها تتجاوز الزمن المتوقع لاستمراريتها في الإدارة، وهكذا يقال إن الإدارة تم تغييرها قبل الموعد الذي حددته
لتنفيذ خطتها الإنقاذية، على مبدأ إما تظبط أو تتغير الظروف، أو تتغير الإدارة وحينها العذر يكون جاهزاً، والأسوء من ذلك أن كل إدارة تأتي تنسف خطط الإدارة السابقة وتضع خططاً وفقاً لمنظورها.
نحن بحاجة إلى فكر قبل كل شي لإنقاذ أنفسنا وتغيير الواقع، نحن بحاجة إلى توليد وتبني أفكار، ماذا لو وضعنا صندوقاً للأفكار في كل مؤسسة؟ ألن تأتي مئات الأفكار؟
ألا يُتيح ذلك أن يكون هناك بكل قطاع مئات الأفكار و بالمحصلة نستطيع أن نختار أهمها؟
ألن نكون انتقلنا من صفر أفكار إلى مئات الأفكار؟.. وبعدها نذهب للتنفيذ حتى النهاية، هكذا تفعل الدول وكبرى الشركات والعالم المتقدم تطلب أفكاراً لكل ما تم القيام به، وتمنح مكافأة مجزية للأفكار الفائزه التي تقيّمها لجان خبراء ومستشارين وليس الإدارات القائمة.
نحن بحاجة إلى فكر تحفيزي، لا حفظي، مناهجنا تعلِّم الحفظ وليس التفكير، وأساتذتنا تقيّم على دقة الحفظ وليس التعبير، في التصحيح المؤتمت قتلنا مهارة الكتابة والتعبير حتى وصلنا إلى خريجين يخطئون بالإملاء.. يعجزون في التعبير عن أفكارهم ولا يجيدون غير لغة تحبير المربعات.
احتراماً للمفكرين والفكر اخترعوا شيئاً اسمه حماية الملكية الفكرية.
ولكننا أجدنا في سرقة الأفكار وتقمصها و فشلنا في تبني الأفكار المبدعة وتنفيذها، بل نعادي أي فكرة لا تحقق مكاسب شخصية، وحالنا يشي بفكرنا.

على الملأ – معد عيسى

آخر الأخبار
تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون مفتي لبنان في دمشق.. انفتاح يؤسس لعلاقة جديدة بين بيروت ودمشق بريطانيا تُطلق مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق وتعلن عن دعم إنساني إضافي معلمو إدلب يحتجون و" التربية"  تطمئن وتؤكد استمرار صرف رواتبهم بالدولار دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار سلل غذائية للأسر العائدة والأكثر حاجة في حلب