المنشورات التي تناولت خبر رحيل المطربة اللبنانية فدوى عبيد، في بلاد الاغتراب بتاريخ 14-1-2022 تجاهلت تعاون موسيقار الأزمان فريد الأطرش معها، حيث أدت معه أغنية (يابلادي يابلادي) وسجلت بصوتها لحنه (ماله الحلو ماله)، كما غنت من ألحانه (أنت واحشني). وبالعودة إلى فيلمه الأول ( انتصار الشباب 1941) نجد أنه لحن جميع أغاني الفيلم، وقدم بصوت شقيقته أسمهان، التي تقاسمته بطولته، جميع أغانيها المنفردة، والمشتركة معه. ولقد غنت من ألحانه أشهر المطربات وأقوى الأصوات، من أمثال فتحية أحمد ( التي أدت يا اللي قلبي بيناديكي وغيرها بمشاركته) وسعاد محمد (بقى عايز تنساني)، وشهرزاد (أديني ميعاد) و نازك (ما تقولش كنا وكان) وفايزة أحمد (يا حلاوتك ياجمالك) ووردة (وحي وروحك حبايب، وأحبابنا يا عين، وكلمة عتاب) وصباح كان لها الحصة الكبرى من ألحانه، وشاركته بطولة ثلاثة أفلام ( بلبل أفندي، لحن حبي، أزاي أنساك) وغنت من ألحانه في جميعها، إضافة لأغاني أخرى، من أشهرها (يادلع دلع وعصورة أمضيلي عالصورة) . كما تقاسمت معه شادية بطولة (ودعت حبك وأنت حبيبي) وأدت معه (ياسلام على حبي وحبك). ونور الهدى (أغاني فيلم ماتقولش لحد وعايزة أتجوز) ومها صبري (اخلق هو). كما لحن لسميرة توفيق (بيع الجمل ياعلي) وقدم لطروب (عالكورنيش) وغيرهن. وكل هذه الأغاني متوفرة على اليوتيوب، سواء المسجلة في الأفلام أو في الأستدوديو أو في الحفلات.
وهذه الألحان تشكل الأنموذج الحي والمثالي للعودة الى منابع الأصالة، التي أعطت القصائد والأشعار نكهتها الخاصة والمتفردة. لا سيما وأن فريد الأطرش بقي محافظاً على طابعه وأصالته، وهو الوحيد الذي لم يقلد محمد عبد الوهاب، رغم أنه صرح في عدد 9 / 12 / 1952 من مجلة الكواكب أنه كان في بداياته يغني لعبد الوهاب، وللمطرب القديم محمد العربي. وفي هذا الصدد يعتبر فيكتور سحاب أن رياض السنباطي من مدرسة عبد الوهاب، و لقد خصص فصلاً في كتابه (السبعة الكبار) لتوضيح ذلك تحت عنوان (السنباطي الوهابي).
رؤية- أديب مخزوم