فرضت الظروف المعيشية وضعف فرص العمل للكثير من المواطنين اعتماد البسطات والعربات المتنقلة مصدر عمل ودخل لهم، والتي ازداد حضورها في ظل الأزمة والحرب الإرهابية الظالمة على سورية، وباتت مورداً لرزقهم الوحيد ولعائلاتهم، وسبيلاً لتأمين لقمة العيش بوسيلة بسيطة.
يفترشون الأرض ببضائعهم والتي تكون بالغالب موسمية، وتجتمع بسطاتهم بشكل غير منظم في مراكز المناطق التي تشهد اكتظاظاً، وغالباً ما يلتف المتسوقون حول هذه البسطات التي تبيع بسعر أرخص من المحال المجاورة، وهذا يوفر الكثير في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها المواطنون، لأن أصحابها لا يتكلفون بدفع أجرة محل وغيرها من الضرائب أو الفواتير.. فالمواطن من مصلحته أن يشتري الأرخص بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى.
إن نظرة خارجية تعطي الانطباع بعشوائية هذه البسطات من حيث التوزع والانتشار العشوائي، بينما الواقع أنه قطاع على درجة لافتة من الضبط، وصارت له مع الزمن تقاليده وحياته وخصوصياته، فهناك أسر تعمل فيها منذ أجيال، وهناك قدر كبير من التخصص، فالبسطة عبارة عن منشأة صغيرة تقوم وفق حسابات جدوى، لكنها مضبوطة، فالبيع على البسطات أصبح ظاهرة اقتصادية واجتماعية مكتملة، ويتمتع العاملون فيها بقدر عال من المرونة تجاه أي تبدلات مكانية أو عمرانية أو قرارات إدارية.
تنظيم الأسواق مطلوب، والطرقات والأرصفة من حق المواطنين، ومن حق أصحاب الفعاليات التجارية الاعتراض لأن البسطات تؤثر على المحلات التي تدفع الرسوم والضرائب والأجرة، ولكن بشيء من الحكمة بات من الضروري الإسراع في تحديد بعض الأماكن البديلة وإنشاء أسواق منظمة ضمن مواصفات جيدة تخدم صاحب البسطة والمتسوقين، وبالتالي الاستفادة منها برسم مالي رمزي يستوفى من المستفيدين يعود بالمنفعة على الخزينة.
فالحلول ممكنة والبدائل أفضل من صناعة عدد كبير من العاطلين عن العمل، وما بين تردي المستوى المعيشي، وصعوبة الحصول على عمل، تبقى هذه البسطات سبيلاً أمام كثيرين لسد رمقهم.
أروقة محلية – عادل عبد الله