الثورة – فؤاد مسعد:
بعد انتزاعه مؤخراً جائزتين مهمتين في مهرجان الاسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط بدورته السابعة والثلاثين، يشارك الفيلم الروائي الطويل (الظهر إلى الجدار) سيناريو وإخراج أوس محمد في الدورة السادسة والعشرين من مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف والتي تقام خلال الفترة الواقعة بين (11 – 19) من الشهر الجاري، والفيلم الذي سبق أن فاز في مهرجان الاسكندرية بجائزتي تمثيل للفنان أحمد الأحمد (جائزة أحمد زكي لأفضل ممثل ضمن مسابقة نور الشريف للفيلم العربي، وجائزة أفضل ممثل ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان) من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وتمثيل كل من الفنانين: أحمد الأحمد، عبد المنعم عمايري، علي صطوف، لين غرة، الفرزدق ديوب، حمادة سليم، رامي أحمر، أكثم حمادة. وضيوف الشرف: فايز قزق، فيلدا سمور، محمد قنوع، عبد الرحمن قويدر.
ابتعد الفيلم عن رصد الحرب التي شنت على سورية بشكل مباشر مفضلاً تناول تداعياتها مقدماً شهادته حول انعكاساتها على المجتمع، طارحاً حكاية إنسانية محورها شخصية قصي الدكتور الجامعي في كلية الإعلام صاحب المبادئ الذي تغيرت حياته بعد اكتشافه أن صديقه المُقرّب منذ أيام الدراسة الذي انقطعت أخباره منذ سنوات يعاني من مشكلة كبيرة، فتبدأ رحلة البحث لمعرفة حقيقة ما جرى وأين كان مختفياً وما الذي أدى به إلى ما هو عليه وبالتالي محاولة إنقاذه من الواقع الموجود فيه، هي حكاية تلقي الضوء في أحد أوجهها على وجع مجتمع وما أفرزته الحرب من تحولات، منطلقة من الخاص إلى العام.
حرص المخرج خلال مرحلة التحضير للفيلم على رسم مشاهده بدقة لقطة وراء أخرى، وخلال عمليات التصوير سادت حالة فيها روح عالية من الحوار الإبداعي ما شكل حافزاً ومحرضاً للفنانين لتقديم أفضل ما لديهم، وفي تصريح سابق للمخرج حول كيفية تعامله مع العوالم الداخلية للشخصيات ودراسة حالتها النفسية، قال: هناك ما يسمى (الحوار، ما تحت الحوار) ففي السيناريو نقرأ الحوار بشكل عادي ولكنه يحمل دائماً معنى مبطناً في صميم الشخصية، وكذلك الأمر فيما يتعلق بالأفعال، فالشخصية تفعل أو لا تفعل بناء على سيكولوجيتها، وقد حاولنا بناء الشخصيات والأحداث والأفعال وردود الفعل بناء على هذه الطريقة، فعلى سبيل المثال هناك شخصية عليها القيام بأمر غريب فكيف ستقوم به و هل هي قادرة؟ فهنا ينبغي أن يكون البناء كله على هذا الأساس للوصول إلى لحظة الخلق.