كيف يكون القلب وطناً

 الملحق الثقافي:شهناز صبحي فاكوش:

نعيش أوقاتاً تتفاوت فيها لحظات الفرح الذي سرق منا.. ولحظات الحزن التي عقدت معنا صفقة طويلة الأمد بغير توقيت لنهايتها.. أطول العقود التي تبرم بين طرفين تكون لتسع وتسعين عاماً.. إلا العقد المبرم مع الحزن الذي طالنا بسبب الحرب علينا، كأن مواقيته سقطت من أوراق التقويم.
هواجسنا تتقاذفنا لتقرر من يستحق أن يكون معنا في لحظات حزننا وفرحنا.. أرواح تعرف معنى الوفاء والمحبة، من إذا داهمنا الحزن على حين غرة، تسندنا قبل أن نقع فريسة الأسى الذي يعبر الحزن ليصير شقاءً.. أرواحاً تعرف كيف تبرئ جروح الروح، ورثي الندب..
من يمكنه منحنا الود الصافي والاحترام الراقي والكتف الدافئ لنتكئ عليه.. من يمكنه أن يجعلنا نرى الحياة بضوء مختلف.. من إذا فرحنا بسط قلبه لإسعادنا.. ويدرء عنا شر النوائب كيف استطاع.. مَنْ حضورهم يغني عن باقي البشر.. من حَديثهم مطر يروي العقل والروح..
من نجدهم دون إذن أو طلب حين نحتاجهم.. من يفتقدوننا في غيابنا.. ويبحثون عنا.. ليسعدوا من حولهم.. أولئك الذين لا أبواب موصدة بأصفادها على قلوبهم.. يحبون أن تكون كل القلوب برحابة قلوبهم.. وكل الأبواب مشرعة بلا حراس أو قضبان..
هؤلاء يليق بهم ويستحقون أن يكون القلب لهم وطناً..
أما الآخرون
من يريدوننا أن نكون سلعة تباع وتشرى.. من زوروا معالم ومآثر حضارتنا التي نضحت بها كهوف التاريخ لجعلها فضائح تحت الأقمار الصناعية.. من يتحرون هَنّات يمكنها أن تكون في تاريخ أي أمة، مسخرين الفضائيات لبثها.. فتكون مادة للتداول في العالم ومحط تندر..
من يريدون تصنيع ريح تلفحنا.. ويخرجون ما في جراب حواتهم.. لتكون مكائدهم مصائد يقع في شراكها الأغبياء والجهلة.. كم من حاقد يستغل أضغانه لتصب جامها على من منحهم الثقة على أن لهم حضور معنا.. بينما هم مزيفون..
تراث ثر من الأخلاق رَسَمَ معالم حيوات أجيال، كانت القيم فيها سيّدها الاحترام، وتاج جمالها العطف والحنان وصلة الرحم.. أفقدوا هذا التراث معالمه بين من سخروهم لتفكيكه وتحويله إلى هراء يملأ أذهان الشباب لتضليلهم..
كيف للقلب أن يكون مفتوحاً لاحتواء مثل هؤلاء.. القلوب خلقت لتكون نوابضها محطات صدق، وأوتارها خلقت لتعزف ألحان الحب والود والوفاء.. إلا أن أمثال من جدبت قلوبهم وتصحرت عقولهم وهامت نفوسهم في عوالم الغي والرياء أفقدوا القلوب الرطبة نداوتها..
هؤلاء الآخرون لا يمكن أن تكون القلوب الطيبة وطناً لهم.. فقد خلقت للطيبين فكل شيء خلق لأمثاله.. تلك قوانين الطبيعة.. الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات.. والمعنى الحقيقي يشمل الناس جميعاً ومعالم الحياة كلها.. فكل إناءٍ لا بد ينضح بما فيه…

التاريخ: الثلاثاء1-2-2022

رقم العدد :1081

آخر الأخبار
تفاهم بين وزارة الطوارىء والآغا خان لتعزيز الجاهزية لمواجهة الكوارث رحلة التغيير.. أدوات كاملة لبناء الذات وتحقيق النجاح وزير الصحة من القاهرة: سوريا تعود شريكاً فاعلاً في المنظومة الصحية في يومه العالمي ..الرقم الاحصائي جرس إنذار حملة تشجير في كشكول.. ودعوات لتوسيع نطاقها هل تتجه المنطقة نحو مرحلة إعادة تموضع سياسي وأمني؟ ماذا وراء تحذير واشنطن من احتمال خرق "حماس" الاتفاق؟ البنك الدولي يقدم دعماً فنياً شاملاً لسوريا في قطاعات حيوية الدلال المفرط.. حين يتحول الحب إلى عبء نفسي واجتماعي من "تكسبو لاند".. شركة تركية تعلن عن إنشاء مدن صناعية في سوريا وزير المالية السعودي: نقف مع سوريا ومن واجب المجتمع الدولي دعمها البدء بإزالة الأنقاض في غزة وتحذيرات من خطر الذخائر غير المنفجرة نقطة تحوّل استراتيجية في مسار سياسة سوريا الخارجية العمل الأهلي على طاولة البحث.. محاولات النفس الأخير لتجاوز الإشكاليات آلام الرقبة.. وأثر التكنولوجيا على صحة الإنسان منذر الأسعد: المكاشفة والمصارحة نجاح إضافي للدبلوماسية السورية سوريا الجديدة.. دبلوماسية منفتحة تصون مصلحة الدولة إصدار صكوك إسلامية.. حل لتغطية عجز الموازنة طرق الموت .. الإهمال والتقصير وراء استمرار النزيف انضمام سوريا إلى "بُنى".. محاولةٌ لإعادة التموضع المصرفي عربياً