الملحق الثقافي:غسان شمه:
فتحت وسائل التواصل الاجتماعي الباب واسعاً أمام الكثيرين للمشاركة و الكتابة على صفحاتهم الشخصية والإدلاء بالآراء والأفكار التي تراودهم، ولا فرق في ذلك بين من يجيد الكتابة ومن لا يعرف تسطير بضعة كلمات دون أخطاء إملائية أو لغوية تثير الدهشة، وهنا لا أقارب من يكتب بالعامية..
من حق الجميع أن يعبر عن ذاته من خلال هذه الوسائل وبالطريقة التي يراها مناسبة، فهذه الواحة من الحرية في الكتابة يمكن تفهمها بوجوهها المتعددة… ومن الطبيعي أن تكون هذه المساحة متاحة للمبدعين ولغيرهم، بغض النظر عن المستوى الثقافي، لكن ثمة مشكلة تتبدى في هذه الواحة الواسعة، وهي جنوح البعض للكتابة « الإبداعية « حيث يصبح كل من صف بضع كلمات أو سطور ذات رائحة شعرية، يضرب بها جدران الفيس، يتغنى بموهبته الفذة، وتأتي المجاملات بالجملة من الأصدقاء وهم لا يدركون أنهم ينفخون في قربة مثقوبة..
أما الكاتبات فهن حديث أوسع وأغنى في هذا المجال، حين تتورط بعض الاسماء المعروفة في مجاملة على حساب الكتابة نفسها..وقد ينتقل الإعجاب لصاحبة البوست التي قد تضع صورة لواحدة من عارضات الأزياء، أو صورة لها بعمر العشرين.
المثير في هذه اللوحة أنها تشبه استعادة مركبة، ولكن أوسع، بكثير، لما كانت بعض الصفحات الثقافية تتورط به من نشر لمثل هذه «الإبداعات!»
عبر آليات معروفة للجميع..
وهنا أسارع للتأكيد على أنني لا أعترض هذا الحال في الفضاء الازرق،
لكن المشكلة أن البعض من أولئك المبدعين الجدد راح يتمدد ويشهر أسلحته النقدية في وجه بعض الكبار والمبدعين الحقيقين، وقد يتجرأ على تقييم ليس بأهل له، وربما تساءل عن حجم فلان وعلان وهو بالكاد يعرف شيئاً عن أعماله.. وهناك من يتجرأ على « استلال « مقاطع نثرية أو شعرية، قد تكون مشهورة، ويزين بها صفحته دون أية إشارة.
مع كل ما سبق ينبغي مجدداً التأكيد على حق الجميع بذلك، بل أتمنى أن تكون مدخلاً لبعض المتمكنين للدخول في شقاء مهنة الكتابة الشاقة فيسطع نجمه من خلال هذا الفضاء… هل نبالغ؟
بكل الأحوال هذا الفضاء له فضيلة التعرف على عقول وثقافات شديدة التباين يمكن الاستفادة منها في رؤية مسارات متنوعة، وربما خصبة، للحياة الاجتماعية والثقافية..!
التاريخ: الثلاثاء1-2-2022
رقم العدد :1081