بقلم الدكتور مازن سليم خضور:
بدأت القصة عندما تحدث لنا أحد الزملاء كيف أنه كان يتكلم على هاتفه الجوال وهو عائد إلى منزله سيرا على أوتوستراد المزة ليفاجأ بمرور دراجة نارية تخطف جواله من يده، حالة من الذهول وكأن الزمان توقف بالنسبة لديه كيف يحصل ذلك وفي منطقة كهذه، ليرد عليه أحد الزملاء بأن موقفه كان مشابهاً من حيث الفعل (سرقة هاتف محمول) وبنفس المكان بعد أن كاد أن يُسحل بالدراجة النارية التي نفذت السرقة بعد فشلها بسرقة الحقيبة أولا قبل أن تكتفي بسرقة “الجوال”، الصراخ وطلب النجدة لم يجد ولم تغير من واقع المشهد حاله حال صمت الذهول، لتقاطعه زميلة لنا أيضاً بأن الحادث تكرر معها وكانت ردة الفعل من الناس مختلفة حين بدأت الصراخ حيث اجتمع الناس حولها ولكن كما يقال “اللي ضرب ضرب”.
السرقة تعتبر من الجرائم المنتشرة في العالم وهي الحصول على تفويض أو إذن مسبق منه، أو أخذه دون أن يكون لمالك هذا الشيء معرفة مسبقة، وقد عرفت في قانون العقوبات بأنها أخذ مال الغير منقول دون رضاه.
وتنطوي السرقة على أربعة أركان وهي:
– الأخذ: وهو نقل الشيء من حيازة المجني عليه إلى حيازة السارق بغير علم المجني عليه أو رضاه.
– شيء منقول: كل شيء يمكن نقله من مكان لأخر.
– ملك للغير: يجب أن يكون الشيء مملوكاً لشخص ما حتى ولو كان مالكه مجهولاً.
– القصد الجرمي: أن يكون السارق عالماً بأنه يأخذ شيئا منقولاً وعن غير أرادة مالكه وأن هذا الشيء مملوك للغير.
هنالك أنواع عديدة للسرقة منها:
السرقة البسيطة: هي جريمة ترتبط بتملك وأخذ أشياء أو ممتلكات بشكل غير قانوني.
سرقة الهوية: وتشمل انتحال شخصية شخص آخر باستخدام اسمه، أو حسابه البنكي، أو بطاقته الائتمانية.
السطو: يتم السطو عادةً باستخدام التخويف والتهديد والعنف للحصول على أشياء وممتلكات الآخرين.
الاحتيال: عندما يتم خداع شخص ما ليتخلى عما يملكه برضاه ودون إجباره على التخلي عن هذا الشيء، تحت ذرائع كاذبة.
في ظل ما سبق وبعد هذا التعريف والشرح المبسط للسرقة في قانون العقوبات السوري نرى أن هذه الظاهرة زاد انتشارها خلال الحرب العدوانية ولا نقول أنها لم تكن موجودة سابقا بل هي قديمة قدم الأزل ولكن خلال الحرب الإرهابية على سورية نرى أنها ازدادت بسبب مجموعة من الأسباب ومن أهمها غياب الأمن والأمان عن مساحات جغرافية في البلاد وتعرض الكثير من عمليات الاستهداف من قبل التنظيمات الإرهابية والهجوم بأعداد كبيرة على الوحدات الشرطية وهو ما شاهدناه في بداية الأحداث في درعا حيث تم استهداف القصر العدلي وحرقه وبالتالي قدمت الوحدات الشرطية المعنية بالحفاظ على الأمن الكثير من الشهداء والجرحى.
البعض عزى الزيادة في نسب السرقة إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي نعاني منها وهذا بكل تأكيد غير مبرر بالإضافة إلى البطالة والفقر والإدمان وغياب دور الأهل والمحيط في الردع لهذه الظاهرة وبالتالي غياب المنظومة القيّمية.
معظم حالات السرقة مازال ضمن الأطر الكلاسيكية للسرقة، كالكسر والخلع والسلب بالقوة والنشل وسرقة السيارات والسطو المسلح مع استغلال حالات معينة كانقطاع التيار الكهربائي أو الحالات المستضعفة او المناطق النائية مع ظهور حالات سرقة بشكل أكبر مثل سرقة الجوالات والمحروقات وسرقة الأملاك العامة وشبكات الهاتف والكهرباء وبالتالي أصبح كل شيء هدفاً للسرقة وهذه عينة من عمليات إلقاء القبض على شبكات وأفراد من مختلف المحافظات السورية تم إلقاء القبض عليهم خلال الشهر الأول من العام 2022 والمعلن عنها على صفحة وزارة الداخلية السورية وللتأكيد خلال شهر كانون الثاني فقط :
• توقيف عصابة مؤلفة من ثلاثة أحداث خططوا لسرقة سوق الصاغة في دمشق.
• توقيف شخص يمتهن نشل الحقائب النسائية والجوالات في محلة بصيرة بطرطوس.
• توقيف شخصين قاما بسرقة (75) رأس غنم من إحدى مزارع بلدة كفربهم في ريف حماة.
• شرطة ناحية المزيرعة في اللاذقية تقوم بإلقاء القبض على فتاتين سرقتا أثاثا.
• توقيف أفراد عصابة سرقة في ناحية بري الشرقي بريف منطقة سلمية.
• توقيف شخص في حلب يمتهن سرقة المنازل.
• توقيف عصابة سلب في حماة قاموا باستدراج شخص وابتزازه بمبلغ مالي كبير.
• قسم شرطة الشريعة في حماة يلقي القبض على سارقين ويسترد معظم المسروقات.
• امتهنوا تكسير زجاج السيارات وسرقة محتوياتها والقسم الشرقي بطرطوس يلقي القبض عليهم.
• قسم شرطة الشاغور في دمشق يلقي القبض على سارقي دراجات نارية وكهربائية.
• إلقاء القبض على شخصين أقدما على سرقة عدة سرقة منازل محلات تجارية في طرطوس.
• مخفر معمل الإسمنت بطرطوس يتمكن من إلقاء القبض على أحد السارقين ويسترد المسروقات.
• توقيف عصابة تمتهن سرقة الكابلات الكهربائية في ريف منطقة سلمية بحماة.
• شرطة ناحية جب رملة في منطقة مصياف تكشف عصابة سلب وسرقة.
• توقيف ثلاثة سارقين في منطقة الحفة باللاذقية.
• ناحية الكسوة تلقي القبض على أشخاص يمتهنون سرقة الأكبال الكهربائية في ريف دمشق.
• توقيف عصابة سرقة في طرطوس واستعادة كافة المسروقات.
• فرع الأمن الجنائي في اللاذقية يلقي القبض على سارقي مصاغ ذهبي.
علماً أن هناك مواد من قانون العقوبات السوري منها معاقبة مرتكبي الجرائم الجنائية في سورية بخمسة أنواع من العقوبات، وهي الإعدام، والأشغال الشاقة المؤبدة، والسجن المؤبد، والأشغال الشاقة المؤقتة، والسجن المؤقت.
وفي في مادة أخرى يحرم كل محكوم بالسجن أو الإقامة المدنية من كامل حقوقه المدنية، وهي الحق في تولي الوظائف والخدمات العامة، والحق في أن يكون ناخبًا أو منتخبًا في جميع مجالس الدولة ومنظمات الطوائف والنقابات.
وبالتالي يجب تفعيل هذه الحلول بالإضافة إلى إيجاد الحلول الوقائية مثل العمل على موضوع القيم المجتمعية من جهة والتوعية لخطورة هذا الموضوع من خلال الإعلام والتعريف بالعقوبات وتفعيلها بالإضافة إلى العمل على تحسين الوضع الاقتصادي لتحسين القدرة الشرائية وتأهيل الأفراد في السجون لتدارك هذا الموضوع بعد تنفيذ العقوبة وبالتالي يكون دورا وقائيا وعلاجيا ودعم الوحدات الشرطية بكافة الوسائل الرادعة لمنع وقمع هذه الظاهرة.