الملحق الثقافي:
صدر كتاب الجيب مع مجلة الموقف الأدبي التي تصدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق وقد حمل عنوان (قصة الأرض في سورية ) وهو من تأليف منير الشريف، واختيار وتقديم ديب علي حسن
أما لماذا هذا الكتاب تحديداً فقد جاء في التقديم
منذ أن اخترع السوريون الحرف واللون، ودجّنوا الحيوانات وأبدعوا أوّل نوتة موسيقيّة وأوّل مكتبة رقميّة في التاريخ وأسّسوا القرى والمدن كانت الأرض هويتهم وانتماءهم، فعلى شاطىء الفرات ودجلة وقرب الأنهار وفي أوغاريت وهنا في دمشق كانت هويّة الانتماء الأولى، للأرض للوطن أينما حلّوا وذهبوا نشروا العلم والمعرفة، وفي قلوبهم اختزنوا الحنين وشغف العودة إلى الأرض إلى مكان الانطلاق الأوّل.
حالة ازدهار لقلب العالم، جعلته محط أطماع الغزاة يريدون سلبه واحتلاله ولكنّ السوريّ الأصيل المتجذّر في ترابه، كان أبد الدهر بوجه هؤلاء الغزاة الذين تكاثروا وتوالدوا ,وما زالواإلى الآن.
الوطن السوريّ، سوريّة الكبرى بلاد الشّام التاريخيّة والجغرافيّة بكلّ ما فيها، هي أيقونة الأرض بكلّ شيء الماء والشجر والحجر والمدن الثقافيّة والزّرع، أوّل مواسم (الحنطة) من هنا ألم يردد القدماء: حوران إهراءات روما، أي مخازنها فإن أمحلت جاع العالم.
ازدهار كما أسلفنا أغرى الغزاة لأن يجربوا الاحتلال و اغتصاب الأرض نجحوا بقوّة الّسلاح لفترة من الزّمن، لكنّهم دحروا وهزموا واستعادت الأرض طهرها.
قضيّة الأرض في سورية كتاب على غاية من الأهميّة تزداد أهميته كلّ يوم مع تزايد الهجمة الاستعماريّة على أرضنا.
يتناول المؤلف في كتابه هذا مراحل نضال السوريين للحفاظ على الأرض والعرض والوطن ويظهر بالوقائع والأرقام والدلائل ما عاث به الغزاة من فساد، كيف عملوا على استغلال أرض سوريّة وحين لم يستطيعوا دمّروا الشّجر والحجر.
منير الشريف، في كتابه هذا يتناول قضيّة الأرض في سورية إلى مرحلة زمنية محددة، في التفاصيل الكثير الكثير ممّا بجب أن يبقى ماثلا أمام الجميع وإذا كان قد توقف عند مطلع ستينيات القرن الماضي فإنّ الجميع يعرف تفاصيل وأطماع العدو الخارجيّ بأرضنا بعد ذلك.
هل نتحدث عن الجولان…. عن الشّمال السوري….. عن اللواء السّليب؟
الأرض هويّة وانتماء
والأرض كانت الشّغل الشّاغل لكلّ سوريّ يموت فداء لها لأنّها أبعد من تراب ورمل وحصى وغير ذلك ..هي كما أسلفنا الحضارة الأولى والأخيرة عليها ومنها كلّ شيء ..لذلك لا تجد أحداً في هذا العالم متمسكاً بأرضه كما السوريّ .
أينما حلّ وارتحل، ومهما ابتعد يشغله الحنين وحلم العودة إلى أرضه ووطنه.
لم يسمح لمحتلّ أن يستقر ساعة واحدة على جزء من ترابنا والتاريخ شاهد على ذلك.
وقد شغلت الأرض الحيز الأكبر في تفكير القائد المؤسس حافظ الأسد الأرض العربيّة كلّها، فلسطين والجولان الذي قال عنه سيكون قلب سوريّة و رحل ولم يوقّع على التنازل عن بضع مئات من الأمتار.
وعلى النهج نفسه يمضي السّيد الرئيس بشّار الأسد الذي يقود سورية من نصر إلى آخر في محاربة الإرهاب، والتمسك بكلّ شبر من أرضنا وهو القائل 🙁 الأرض هي الكيان والوجود لذلك قيل الأرض كالعرض لا يفرط بها ولا يساوم عليها.. كلّ ما سبق من هذه المسلمات وهناك طبعاً مسلمات أخرى كلّها هي التي تشكّل الوطن المسلمة الأكبر أي الوطن.. لذلك من غير المقبول ومن غير المنطقي أن نسمع دائماً أنّ الوطن خط أحمر.. الوطن لا يمس.. الوطن مسلمة.. ولكن نمسّ بكلّ المسلمات الأخرى التي تؤدي إليه.. هي الطريق إلى الوطن وهي الطريق إلى الوطنية.. ومن دونها الوطن هو عبارة عن حالة عاطفيّة أو عبارة عن مجرد شعار فارغ لا معنى له.. لذلك لماذا أؤكد كثيراً على هذه المسلمات..
التاريخ: الثلاثاء8-2-2022
رقم العدد :1082