لا تكتفي الصهيونية العالمية بالاعتداءات المتكررة على سورية ودول العالم العربي بشكل مباشر أو غير مباشر بل وأكثر، فتطابق الممارسات العدوانية مع ماسجلّته وثائق تاريخية صهيونية قديمة تعمل على تغيير ذاكرة العالم…
تجري الأحداث المتتابعة والاعتداء والإرهاب والحروب من حولنا ويعتقد الكثيرون أنها تسير بمنطق سليم لايتعدّى الظروف الآنية، لكن مايحصل أخطر من ذلك بكثير وأكبر دليل على ذلك الأوهام التوراتية الصهيونية التي أنشأت إسرائيل في قلب العالم العربي بقرار دولي لا بفعل تطوّر تاريخي…
التطوّر التاريخي والذي تدلّل عليه آثارنا هي وحدها الحقيقة الواضحة والجليّة والتي يحاول أعداؤنا طمسها في كلّ مرة يعتدون فيها علينا عبر التدمير المباشر وعبر سياسة التهويد التي تنشر الكذب والأوهام وتسعى لدفن الحقائق واللعب بذاكرة العالم…
المقاومة الضرورية والفاعلة لهذا التهويد كغزو خطير يتناول فكر وروح وجوهر الإنسان تستلزم جهوداً متضافرة تبدأ من نشر الوعي بأهمية حضارتنا وإرثنا التاريخي والآثاري في المناهج التربوية وتعريف أبناء الجيل الجديد بها، إضافة لاستعادة كامل ماسرقته الاستعمارات المتعاقبة على بلداننا…
والأهم من كل ذلك ترميم كامل المواقع الأثرية التاريخية التي دمّرها الإرهاب والحرب العدوانية على سورية لأننا بذلك نقطع الطريق على وصايا الصهيونية العالمية التي توصي في كلّ مرة بالامتناع عن ترميم الآثار للشعوب غير اليهودية على أن تتداعى عبر الفوضى والحروب وبالتالي تفقد أمتنا العربية هويتها وتاريخها وفكرها وحضارتها ويسهل عندها السيطرة على عقول أبنائها ونمط فكرها وبالتالي احتلالها فعلياً وفكرياً…
رؤية- هناء الدويري