وكالات- الثورة – حرر تقرير الإخباري منهل إبراهيم:
بموازاة إعلان موسكو فشل مفاوضات “نورماندي” حول التسوية في أوكرانيا، قامت واشنطن بسلوك يشي بنواياها المبيتة ورغبتها في إشعال الحرب في الجسد الأوكراني حين أصدرت جملة توصيات لرعاياها، منها مغادرة الأراضي الأوكرانية على الفور.
نائب رئيس إدارة الكرملين دميتري كوزاك أعلن أن مستشاري قادة بلدان “مجموعة نورماندي” التي تضم روسيا وألمانيا وفرنسا وأوكرانيا، فشلوا في تقريب وجهات النظر تجاه التسوية الأوكرانية.
ونقلت (روسيا اليوم) عن كوزاك قوله: “لسوء الحظ، انتهت تسع ساعات من المفاوضات دون أي نتائج واضحة وملموسة.. حاولنا الاتفاق على البيان الختامي لمفاوضاتنا بدءا من الاجتماع السابق في باريس، يجب علينا التغلب على جميع الخلافات حول تفسير اتفاقات مينسك، لأن صيغة “نورماندي” هي آلية تحكم مفاوضات مينسك في مجموعة الاتصال، ولم يتسنّ التغلب على هذه الخلافات اليوم”.
وأضاف: “الجانب الأوكراني رفض صيغة “نورماندي” المقتبسة من اتفاقات مينسك عند صياغة البيان”، و”من الصعب اليوم الوقوف على مدى استعداد أوكرانيا لحل النزاع بالوسائل السياسية”.
كوزاك أوضح على أن “موسكو تأمل في أن تتحلى كييف بالحكمة اللازمة لعدم الإقدام على أي خطوات عدائية” تجاه دونباس جنوب شرقي أوكرانيا، وقال: “التقدم في مفاوضات مينسك والذي لم يحدث منذ ثماني سنوات، لا يمكن تحقيقه إلا بموقف موحد لجميع المشاركين في صيغة “نورماندي”.
في هذه الأثناء أصدرت الخارجية الأمريكية توصيات للمواطنين الأمريكيين بعدم السفر إلى أوكرانيا نظرا “لخطر الهجوم العسكري الروسي” المزعوم، وحثت مواطنيها في أوكرانيا على المغادرة على الفور، كما دعت الخارجية الأمريكية المواطنين الذين سيقررون البقاء على أراضي أوكرانيا إلى الحذر “بسبب الجريمة والاضطرابات الاجتماعية والعمليات القتالية المحتملة” في حال التصعيد على حد قولها.
الخارجية الأمريكية بينت أن السلطات الأمريكية “لن تكون قادرة على إجلاء المواطنين في حال هجوم عسكري روسي على أي منطقة في أوكرانيا” حسب زعم واشنطن.
وفي موقف لافت يؤسس للحرب في العقل الأمريكي اعتبرت واشنطن أن “القتال قد تبدأ في أي لحظة ودون إنذار مسبق، ما سيؤثر كثيرا على قدرات السفارة في تقديم الخدمات القنصلية، بما في ذلك مساعدة الأمريكيين على مغادرة أوكرانيا”.
الرئيس الأميركي جو بايدن وفي مقابلة مع شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية دعا مواطنيه إلى مغادرة أوكرانيا فورا، محذراً من صراع كبير محتمل مع موسكو في حال حصول مواجهة على الأرض بين القوات الأميركية والروسية رغم الجهود الدبلوماسية التي تبذل في الأسابيع الأخيرة.
وقال إنه يتوجب “على المواطنين الأميركيين المغادرة.. عليهم المغادرة الآن”، وأضاف بايدن “نحن نتعامل مع أحد أكبر الجيوش في العالم”، في إشارة إلى الجيش الروسي، مشددا على أن “هذا وضع مختلف جداً، والأمور يمكن أن تصبح جنونية بسرعة”.
وكرر أنه لن يرسل تحت أي ظرف قوات إلى الميدان في أوكرانيا، حتى من أجل إجلاء أميركيين من كييف، وقال “إن الأمر سيكون بمثابة حرب عالمية عندما يبدأ الأميركيون والروس بإطلاق النار على بعضهم. نحن في عالم يختلف كثيرا عما كان عليه سابقاً”.
وتجدر الإشارة إلى أن روسيا رفضت مراراً الاتهامات الغربية بالتحضير “للهجوم” على أوكرانيا.
يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتاك إن طائرات أميركية إف-15 هبطت الخميس في قاعدة جوية بولندية في الوقت الذي يعزز فيه حلف شمال الأطلسي وجوده العسكري.
ووصلت الطائرات مع انتشار المزيد من القوات الأميركية والبريطانية في بولندا، التي زارها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تعبيراً عن التضامن.
وكتب بلاشتاك على تويتر “وصلت مقاتلات إف-15 الأميركية إلى القاعدة الجوية في لاسك، وسوف تدعم الخاصرة الشرقية كجزء من مهمة الحماية الجوية لحلف شمال الأطلسي”.
وزير الدفاع البريطاني بن والاس قال إن لندن قد ترسل مزيدا من القوات للمساعدة في دعم حلفائها في شرق أوروبا إذا لزم الأمر، بعد الإعلان عن نشر 350 جندياً في بولندا يوم الاثنين.