الثورة – خلود حكمت شحادة:
فضاء أزرق وألوان زاهية… أشكال غريبة وأخرى تشبهنا.. في جعبتها الكثير مما لا يقارب تربيتنا وعاداتنا.. دخلت عالمنا ولامست عقل الكبير قبل الصغير، هو عالم صفحات الإنترنت الذي جعلنا نعيش غرباء تحت سقف واحد والخطر يكمن هنا في ابتعاد الأهل عن أطفالهم حيث يعتمد الكثير من الآباء على هواتفهم النقالة وشبكات الإنترنت في سبيل الراحة لذاتهم من ضجيج أولادهم وطلباتهم، وهنا تكمن الكارثة حيث ينمو الطفل مضطرباً نفسياَ وغير متوازن بسبب اختلاف وتنوع الثقافات التي يتلقاها والعادات التي يكتسبها بعيداً عن رقابة الأهل وتوجيهاتهم.
كيف يساهم الأبوان في تهذيب وتربية طفلهما ليكون متوازناً؟
الحضن الدافىء افضل دواء لعلاج قلق الأطفال مع ضرورة دعم ذلك بواسطة الثبات في المعاملة بين الأبوين وقضاء وقت معهم في عمل أشياء يحبونها وعدم تكليفهم بمهام صعبة تفوق قدراتهم مع البحث عن نقاط القوة وهذا مايسمى بالشحن العاطفي وهو أكثر أهمية من الغذاء نفسه، حيث يُمكننا من دعم وتعزيز المواهب الكامنة لدى أطفالنا واستخراج مواهبهم والعمل على مساعدتهم في صقلها وترميمها من خلال التخفيف من معاندة الطفل واحترام ما يقوم به ولو كان اللعب، وتجنب إطلاق الصفات السلبية عليه مثل خجول أو غير نشيط فهذا من شأنه أن يدفع الطفل إلى التصرف وفقاَ لهذا الوصف وقد يؤدي إلى تدني ثقته بنفسه.
لذلك ينبغي على الأبوين إظهار حبهما لطفلهما والتعبير عنه لتقوى جسور الارتباط بينهم لأن الأب عندما يفرض رأيه دون نقاش فسينجح في توجيه ظاهر الابن لكنه لن ينجح في تغيير قناعاته الداخلية ما يسبب تمرداً مع الأيام.
لذلك علينا أن نعطي فرصة في مواقف محددة بقصد جعل الطفل يتخذ قراره ويتحمل مسؤوليته إما بكلمة نعم أو لا أو بإعطائه مهلة للتفكير.
ومن الأفضل أن نسمح للطفل أن يسأل ولا يكبت وأن نجيب عن أسئلته بموضوعية تناسب سنه وعقله، وعدم معاقبته أمام أحد وخصوصا إخوته وأصدقاءه.
في ظل وجود علاقة احترام كبيرة وتواصل مستمر معه ولو حدث خطأ فيجب التصحيح باحترام بدون إهانة ولا تقليل من شأنه.
فالألم المعنوي أشد إيذاء من الألم الجسدي
ثقوا بأطفالكم، بصدقهم، ببراءتهم، لا تضعوا احتمال الكذب في المقدمة حتى لا تكونوا سببا في كذبهم.
الحرص على تنشئة الأبناء تنشئة صالحة جزء من مسؤوليتنا الاجتماعية..
لذلك نسعى ليتفوق أطفالنا في مدارسهم ونقوم لأجل ذلك بتأمين متطلباتهم وتوفير الجو الهادئ والأهم من ذلك كله التواصل مع إدارة المدرسة ومتابعة تربيتهم وتعليمهم بكل دقة.
وفي النهاية كلنا يعلم أن التربية هي عمل واع دؤوب هدفه تنمية الفطرة لبناء الإنسان فكرياً وروحياَ وخُلقياَ وجسدياَ.
طفلنا كتلة من المشاعر والأحاسيس وللكلمات تأثير رهيب على تفكيره وتربيته وتكوين شخصيته فالكلمات الإيجابية تغرس في عقله قناعات التطور والإبداع والإنجاز والتميز والتوازن. و الكلمات السلبية تولد في شخصيته الضعف أمام أي محاولة للنجاح والتفوق لذلك علينا أن نزرع فيهم قوة الشخصية وحبهم للإبداع والتفوق.