الثورة – غصون سليمان:
يعاني الأهل بشكل عام من إدمان أطفالهم على استخدام الهاتف المحمول، ما يجعل اساليب التنشئة الأسرية تختلف من حيث التعاطي في التوجيه والسلوك والمعاملة ايجابا اوسلبا .رغم أنٌ معظمنا يدرك مخاطر وتأثير التقنية وفنونها من ناحية وسائل الاتصال، إن لم يكن تحت أعين الأهل ورعايتهم وإشرافهم.
حيث تعد مرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة الانسان إذ يكون خلالها قابلا للتشكيل والتوجيه والتأثر بمن حوله،مع قابليته للتعلم عبر اساليب التنشئة المتبعة من قبل الأسرة،إضافة إلى المدرسة والرفاق والأصحاب والمؤسسات المعنية الأخرى التي تساعد الأسرة على تكوين شخصية الطفل.
مع ملاحظة ضعف مساهمة وسائل الإعلام وقلة فاعليتها قديما في تنشئة الطفل ،إلى أن دخل التطور والتقدم التقاني إلى المجتمع وأحرز عدة تحولات،جعلت لوسائل الإعلام دورا مهما وأساسيا في العصر الحالي، بعدما دخل هذا التطور كل بيت ووصل إلى كل فرد، الصغير منها والكبير من أوسع أبوابه، بغية تسهيل الحياة من جهة ،وتعقيدها من جهة أخرى وعلى رأس هذه الوسائل الهاتف المحمول .
وفي هذا السياق نسلط الضوء على معطيات دراسة ميدانية لحلقة التعليم الأساسي في جديدة عرطوز حول اساليب التنشئة الأسرية وعلاقتها باستعمال الأطفال للهاتف المحمول والذي يعد أحد الموضوعات التي يهتم بها علم الاجتماع العام وتكاد تشكل هذه الأساليب موضوعا رئيسيا لبعض ميادينه، كعلم الاجتماع التربوي، وعلم الاجتماع الأسري،علم اجتماع الطفولة .
تشير جولي لحام من قسم علم الاجتماع في بحثها الميداني الذي أشرفت عليه الدكتورة أمل حمدي دكاك جامعة دمشق قسم علم الاجتماع و اعتمد على المنهج الوصفي التحليلي، إذ يقوم بوصف الظاهرة وصفا دقيقا بهدف جمع البيانات حول الظاهرة محل الدراسة بغية تفسيرها واستخلاص نتائجها المرجوة .
فقد اعتمد البحث المقدم طريقة المسح الاجتماعي بالعينة العشوائية البسيطة ،من خلال جمع البيانات عن طريق الاستبيان، واستهدفت العينة ٢٠٠ تلميذ منهم ١٠٠ تلميذ وتلميذة من الصف الخامس ،و١٠٠ تلميذ وتلميذة من الصف السادس،وقد طبق البحث على ثلاث مدارس من مرحلة التعليم الأساسي الصفية الخامس والسادس في منطقة جديدة عرطوز بريف دمشق، منها المدرسة الأهلية الخاصة ،مدرسة الشهيد ابراهيم مشرفي، مدرسة جديدة عرطوز الثالثة المختلطة ،إذ أجري البحث نهاية شهر أيلول لعام ٢٠٢٠- ٢٠٢١.
تنبع أهمية البحث برأي اللحام من محاولة التعرف على أهم الأساليب التي تتبعها الأسرة في منطقة جديدة عرطوز في توجيه أطفالها وأبنائها نحو استخدام الهاتف المحمول والتعرف على أهمية هذه المشكلة المنتشرة في المجتمع ،بغية التوصل إلى نتائج عملية ،قد تفيد الأسرة والمدرسة والمؤسسات المعنية الأخرى، القائمة على تربية الطفل للتنبيه إلى هذه الظاهرة ،وما عليه من تأثر تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي بها.
*تساهل الأهل
ولعل النتائج التي توصل إليها البحث بعد التمحيص والتدقيق – تؤكد اللحام – وجود ميول واضحة لدى الأهل للتساهل بقبول امتلاك طفلهم للهاتف المحمول.وأن الآباء أكثر اهتماما بشراء الهاتف المحمول من أطفالهم، وأكثر الأيام استخداما له هو في ايام العطل، كما أنٌ تصفح مواقع التواصل الاجتماعي يعد من أولويات الخدمات التي يفضل الطفل استخدامها على الهاتف المحمول ،ولعل السبب يعود بالدرجة الأولى للتسلية والترفيه .مقترحة حرص الاسرة وإشرافها على وقت الأطفال ،وضبط استخدام الهاتف للطفل من قبل الوالدين ،وحذف مضامين بعض الفيديوهات غير المناسبة لعمر الطفل ،وتنظيم وقته مابين الدراسة واللعب ،ومشاهدة التلفاز ،واستخدام الهاتف المحمول.