الثورة – وكالات – حرر التقرير الإخباري دينا الحمد:
تهيئ الولايات المتحدة الرأي العام العالمي لإمكانية اندلاع حرب في أوكرانيا، وتقود حراكاً عسكرياً وإعلامياً نشطاً في هذا السياق، ووسط حالة التصعيد الحاصل، أكدت وسائل إعلام أن المراقبين الأمريكيين ضمن بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في جنوب شرق أوكرانيا يغادرون منطقة دونباس.
ونقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية عن مصدر مطلع تأكيده اليوم الأحد أن ست سيارات اجتازت خط التماس في معبر ألكسندروفكا قرب مدينة دونيتسك، ما يمثل أمراً غير عادي، مرجحاً أن ذلك يشير إلى بدء إجلاء أفراد بعثة المراقبة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا من دونباس.
وأكدت وكالة “رويترز” نقلاً عن شهود عيان بدء انسحاب المراقبين الأمريكيين ضمن بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا من دونيتسك بسيارات.
بدوره، أعلن فلاديسلاف بيرديتشيفسكي، رئيس لجنة السياسات الخارجية والعلاقات الدولية والسياسات الإعلامية وتكنولوجيا المعلومات التابعة لمجلس الشعب في جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة ذاتياً جنوب شرقي أوكرانيا، أن المراقبين الأمريكيين والبريطانيين ضمن بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تلقوا تعليمات بمغادرة دونباس.
وقال بيرديتشيفسكي، في حديث إلى وكالة أنباء دونيتسك اليوم: “وفقاً للمعطيات المتوفرة لدي، تلقى الممثلون البريطانيون والأمريكيون في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أوامر بالمغادرة من قيادتهم، وفي يوم أمس كان ممثلو هاتين الدولتين (في دونيتسك) ولا أعلم ما هو الوضع اليوم، لكنني أعتقد أنهم سيغادرون دونباس”.
في الوقت نفسه، أكدت “روسيا اليوم” نقلاً عن مراسلها في دونيتسك، رومان كوساريف أن مجموعة أخرى من موظفي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وصلت إلى المدينة، ويرتدي الكثيرون منهم سترات واقية، مشيراً إلى أنهم رفضوا الإجابة عن أسئلة الصحفيين.
وسبق أن أفادت شبكة CNN الأمريكية بأن واشنطن تنوي إجلاء مواطنيها من بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في دونباس، بدعوى خطر تعرض أوكرانيا لـ”غزو روسي”، وهو ما نفته موسكو مراراً وتكراراً.
وفي سياق متصل اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن هدف “هستيريا” الغرب بشأن غزو روسيا المزعوم لأوكرانيا هو القيام باستفزاز.
وقالت زاخاروفا في حوار تلفزيوني أمس السبت: “ما هو الغرض من هذه الهستيريا؟ هو تصعيد الموقف، وبالطبع النشاط الاستفزازي. هذا جزء من الاستفزاز الذي له أبعاد عالمية”.
وشددت زاخاروفا على أن هذا الاستفزاز لم يظهر منذ شهرين فقط، لكنه وقع على “أرض خصبة تم تحضيرها على مدى سنوات طويلة”، للنزاع الأوكراني الداخلي الذي تديره الولايات المتحدة بنشاط.
وفي الأيام الأخيرة زعم مسؤولون أمريكيون أن روسيا تحشد مزيداً من القوات قرب الحدود الأوكرانية وأن “الغزو الروسي” لأوكرانيا قد يحدث “في أي لحظة”.
ونفت روسيا مراراً وجود أي خطط لديها لمهاجمة أوكرانيا، مشددة على أن تحركات قواتها داخل حدودها لا تهدد أحداً وتندرج في الشأن الداخلي الروسي، وحملت الغرب المسؤولية عن تأجيج الهستيريا حول الموضوع.