الثورة – سامر البوظة:
منذ احتلاله الجولان عام 1967, لم يتوقف كيان الاحتلال يوما عن ممارساته غير الشرعية وعن محاولاته اليائسة لفرض إرادته وقوانينه الجائرة على أهلنا الصامدين في الجولان المحتل, فلم يترك وسيلة للضغط إلا واتبعها لتكريس واقع الاحتلال وإجبار الأهالي على القبول بهذا الواقع, إلا أنه كان يواجه دائما بالصمود والتحدي من قبلهم, الأمر الذي كان له الدور الأبرز في إفشال مخططات العدو العنصرية وإجباره على التراجع والتخلي عن الكثير من تلك المخططات.
واليوم نستذكر إحدى أهم محطات الصمود تلك التي سطرها أهلنا المرابطين في الجولان المحتل, والتي تضاف إلى سجل بطولاتهم العظيمة والتي سطروا من خلالها ملحمة بطولية بالوقوف في وجه المحتل الإسرائيلي الغاصب وتصديهم لإجراءاته وقوانينه, ورفضهم التخلي عن هويتهم العربية السورية, حيث يصادف اليوم ذكرى مرور 40 عاما على الإضراب المفتوح ضد قرار الاحتلال الصهيوني الباطل بضم الجولان, حيث استطاعوا أن يفرضوا إرادتهم ويفشلوا هذا القرار المشؤوم, هذا اليوم المجيد الذي أصبح ذكرى وطنية وتقليدا سنويا خالدا يحييه كل الشعب السوري وخاصة أبناء الجولان الحبيب.
ففي الـ 14 من كانون الأول عام 1981 أصدر الكنيست الإسرائيلي قراره المشؤوم بضم الجولان المحتل إلى الكيان الغاصب وفرض القوانين الإسرائيلية على أبنائه, في انتهاك صارخ وسافر للقوانين والأعراف الدولية التي تحرم موضوع الضم, الأمر الذي قابله أهلنا في الجولان بغضب عارم معبرين عن احتجاجهم ورفضهم القاطع لهذا القرار العنصري وللإجراءات الإسرائيلية غير القانونية, فكانت تلك الملحمة البطولية التي سطروها في الـ 14 من شباط عام 1982 عندما أعلنوا عن إضرابهم المفتوح الذي استمر 6 أشهر, وأدى إلى شلل كامل في مختلف مناطق الجولان المحتل, الأمر الذي أرعب كيان الاحتلال الذي زاد من ممارساته القمعية بحق الأهالي عبر الحصار والاعتقالات ومداهمة البيوت وفرض منع التجول ومنع وصول المواد الغذائية وغيرها من الممارسات, وكل ذلك للضغط عليهم وإجبارهم على إنهاء الإضراب, إلا أن أهالي الجولان الأبطال قابلوا تلك الإجراءات القسرية والحصار بالصمود والصبر وتصدوا لقوات الاحتلال بكل بسالة وواجهوهم بصدورهم العارية, واستطاعوا أن يفرضوا إرادتهم بعد أن أجبروا كيان الاحتلال أن يرضخ ويستجيب لمطالبهم وأن يتراجع عن قراره ومخططاته العنصرية.
وهذا ليس بغريب عن أهلنا في الجولان , فسجلهم حافل بالبطولات والتضحيات وهم لطالما صمدوا ووقفوا في وجه مخططات الاحتلال وأفشلوها, واليوم بعد مرور 55 عاما على احتلال الجولان, وبالتزامن مع ذكرى الإضراب الشامل يؤكد أهلنا الصامدين في الجولان المحتل تجذرهم بأرضهم وتمسكهم بهويتهم العربية السورية, وأنهم مستمرون في مسيرة الكفاح والنضال ضد الاحتلال حتى التحرير والنصر ليعود الجولان إلى حضن الوطن الأم سورية, وهم مؤمنون بأن هذا اليوم بات قريبا لا محال.