بعد تأمين البنى التحتية بنسبة تصل إلى 75%… استلام المخطط التنظيمي لمدينة الحجر اﻷسود نهاية حزيران القادم.. وعودة للأهالي بعد تقديم وثائق ملكيتهم
الثورة – ريف دمشق-لينا شلهوب:
أكد مدير دعم القرار والتخطيط الإقليمي في محافظة ريف دمشق المهندس عبد الرزاق ضميرية أنه في إطار تسريع وتيرة العمل لعودة أهالي مدينة الحجر الأسود إلى أماكن استقرارهم، باشرت محافظة ريف دمشق بالتنسيق مع مجلس البلدية بإعادة البنى التحتية لثلاثة أحياء في المدينة كون نسبة الضرر فيها أقل، ويمكن عودة اﻷهالي إليها عند تأمين جميع الخدمات والبنى التحتية اللازمة من صرف صحي ومياه وكهرباء وغيرها، حيث تم إزالة الأنقاض وفتح الطرقات فيها وهي أحياء الثورة وتشرين والجزيرة.
كما أكد أن المحافظة باشرت بمنح الموافقات لعدد من العائلات الراغبة بالعودة إلى منازلها بغية ترميمها، لافتاً إلى أن عمليات إزالة الأنقاض متواصلة، وقد تجاوزت نسبة ترحيل الأتربة والردميات من شوارع المدينة الرئيسة والفرعية الـ 75%، وتتم المباشرة بإزالة الأبنية الآيلة للسقوط، والأبنية المهدمة التي تغلق الشوارع الفرعية.
وبين المهندس ضميرية أن مدينة الحجر اﻷسود تعتبر من المدن الهامة في المحافظة كونها تقع ضمن المحيط الحيوي لمدينة دمشق (أي المناطق التي تبعد من 20 إلى 30 كم عن مركز مدينة دمشق)، من هنا كانت مدينة الحجر الأسود قبل الحرب على سورية، من المدن التي تحتوي على عدد كبير من السكان وقادرة أن تؤمن لهم كل احتياجاتهم اللازمة، ناهيك عن أنها من المدن ذات النشاط التجاري الهام وتعمل باتجاه الاقتصاد وتنميته..
إلا أنه بعدما تعرضت له من أحداث مؤلمة كما غيرها من المناطق، فقد تم تدمير من 65- 70% تقريباً منها، لكن وبجهود جبارة من وزارة الإدارة المحلية والبيئة ومحافظة ريف دمشق، تم إعادة عدد من الخدمات لها، ولكن يتم التريث بعودة جميع الأهالي حرصاَ على المواطنين العائدين، إذ قبل العودة يتم إجراء دراسة إنشائية لكل مبنى مع تقديم تقرير فني بأن البناء سليم من الناحية الإنشائية وممكن العودة إليه دون أن يتسبب بأي ضرر للمواطن القاطن، مضيفاً أنه تم الإيعاز لعودة اﻷهالي إلى حيي الثورة وتشرين بعد أن تم تأمين البنى التحتية بنسبة تقريباً تصل إلى 75% سواء من مياه أو صرف صحي أو فتح طرق وتعبيدها وتزفيتها وصيانة البعض منها وتأهيلها، مع العمل على تأمين مختلف الخدمات الضرورية واﻷساسية، لذا تم اتباع منهج لعودة آمنة ومستقرة لأهالي مدينة الحجر الأسود عبر تأمين سكن صحي وخدمات صحية ضمن الإمكانيات المتوفرة.
وأوضح أنه حرصاً من الجهات المعنية على جعل المدينة من المدن الهامة في دمشق، تم إبرام عقد مع شركة الدراسات الهندسية ﻹعداد دراسة تنظيمية تفصيلية تخطيطية لكامل المدينة بما فيها تقيبم المخطط التنظيمي وجعله يتناسب ويتلاءم مع الوضع الديمغرافي والاجتماعي للمنطقة بما يؤمن السكن الصحي المريح للمواطنين العائدين.
حالياً. باشرت شركة الدراسات الهندسية بإعداد الدراسات اللازمة لمدينة الحجر الأسود منعاً لانتشار العشوائيات في المستقبل، منوهاً بأنه يحق ﻷي مواطن تقديم طلب ترخيص بشكل نظامي بعد الإعلان عن المخطط التنظيمي الموحد الذي يراعى فيه حرم حماية بحيث يمنع التعديات وانتشار المخالفات بقدر الإمكان، مبيناً أنه تم تسليم المرحلة الأولى، التي تتضمن ( منطقة الحجر الأسود- يلدا- جرمانا التي تضم الدخانية- والسبينة) بموجب العقود المصدقة مع شركة الدراسات، والتي تبلغ قيمتها حوالي 800 مليون ليرة
وأشار ضميرية أنه يوجد ثلاثة عقود مبرمة مع شركة الدراسات بالإضافة إلى عقد حول ضاحية بردى، والدراسات قائمة وقريباً سيتم إنجازها، متوقعاً أن يتم استلام المخطط التنظيمي الكامل لمدينة الحجر اﻷسود بعد تصديقه حسب المرسوم التشريعي رقم 5 لعام 1982 بنهاية شهر حزيران من العام الحالي، بالإضافة إلى تعديلاته بنظام ضابطة وعدد طوابق مريح، وعندما يتم عمل مخطط تنظيمي يتم دراسته بفترة زمنية تصل إلى 20 سنة قادمة بحيث أن هذه المنطقة ﻻ تقتحمها المخالفات وﻻ أي تعديات، وتلبي احتياجات المواطنين، وكل ما تتطلبه طبيعة المنطقة من خدمات ضرورية وأساسية، كذلك تطرق إلى إبرام عقود أخرى مع خبراء من جامعة دمشق وسيتم دراستها سواء بالتخطيط الإقليمي أو العمراني.
مؤكداً أن البنى التحتية ستكون جاهزة اعتباراً من شهر تموز، والدراسات منجزة بعد اعتمادها من اللجنة الإقليمية، واعتماد المخطط وإرساله إلى مجلس مدينة الحجر الأسود لتطبيق مضمونه بما يتوافق مع نظام ضابطة البناء المعمول به.
وما بعد صدور المخطط التنظيمي يصبح بإمكان أي مواطن العودة ولكن بعد تقديم وثائق ملكية له، وهناك لجان مشكلة (أحياء ومخاتير وجهات مختصة) للتدقيق بوثائق الملكية.