الثورة – نيفين أحمد:
أصبحت الحشائش والأعشاب البرية المعروفة في وقتنا الحالي من الوجبات الأساسية المعتمدة لآلاف الأسر بعد أن ضاقت الظروف الاقتصادية وأثرت على مصادر الدخل .
وما أن تكتسي الأرض بردائها الربيعي الأخضر حتى تبدأ النساء في المناطق الريفية بالمحافظات، التنقل بين الحقول والسهول بحثاً عما تجود به الطبيعة من النباتات الورقية الخضراء حيث يعتمدون على الكثير من نباتاتها وحشائشها وأعشابها المعروفة بمذاقها الطيب ،التي تنمو بشكل تلقائي في الأراضي السهلية والجبلية واعتادوا على تناولها خلال فصلي الشتاء والربيع وذلك كبديل مناسب عن الوجبات الأساسية ،بعد أن أصبح الحصول عليها صعبا بسبب أسعارها الفلكية في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للغالبية.
ويؤكد “موفق محمد 55 عاماً أن الحشائش البرية مثل “الخبيزة والحميض والهندباء والسبانخ والسلق” وغيرها التي كانت تتناولها الأسر في سنوات سابقة كنوع من المقبلات والوجبات الثانوية أصبحت من الوجبات الاساسية ، ونظراً لأهميتها في سد احتياجات الأسر من الطعام أصبحت في بعض المناطق تزرع على مساحات صغيرة في الحواكير والحدائق المنزلية إلى جانب “الكزبرة والبقدونس والفجل والجرجير “وغيرها بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي منها كطعام بديل وبيع الفائض كدخل مساعد .
تعتمد السيدة ام مجد في احدى القرى الريفية في تأمين طعامها وبعض مصروف الأسرة خلال فصل الربيع على ما تجنيه من النباتات البرية وبيع الفائض عن حاجة أسرتها.
وتضيف أن الكثير من النساء في القرى والبلدات الريفية وتحت ضغط الحاجة للمال يقمن بهذه الأعمال كونها أحد أوجه الحصول على دخل إضافي رغم قلة عائديتها المادية لافتة إلى أن العمل في البحث عن النباتات البرية متعب جداً وهو يتطلب المشي لمسافات طويلة لكنه يؤمن دخلا اضافيا مساعدا لأسرتي .
ولفتت ام أحمد إلى أنها تعمل ايضاً بجني ما توفر من الحشائش في قريتها وتقوم ببيع ما تجنيه بشكل يومي من هذه النباتات إما إلى تجار الخضار في أسواق المدن الرئيسية،وإما إلى بعض الأسر التي توصيها على بعض الأنواع من هذه النباتات.. وحول الأسعار قالت إنها رخيصة وهي تقبل بأقلها،لأنها تقدر أحوال الناس وظروفهم الصعبة.
وأضافت: إن هذه النباتات كلها تنمو في بيئة نظيفة وخالية من الأسمدة الكيميائية ويمكن أكلها نيئة أو مطهوة ويمكن إعداد أطباق السلطة منها أو الفطائر.
فهي مفيدة ويقبل على تناولها الكثير من الناس وخصوصاً في هذه الظروف القاسية التي نمر بها .
من جهته أكد السيد سمير أن النباتات البرية تؤمن بعض فرص العمل الموسمية خلال فصلي الشتاء والربيع في ظل انعدام خيارات فرص العمل ،لاسيما ان الريف السوري بشكل عام يزخر بالنباتات ذات الفوائد الغذائية والطبية وهذه النباتات ساعدت الأهالي في الأزمات على الصمود في وجه الفقر وقلة الإمكانات ،حيث كانت ومازالت تشكل بديلاً هاماً عن بعض أنواع الطعام الأساسية.
