الانتخابات البرلمانية.. آمال بتغيير النهج التشريعي وترسيخ الشفافية

الثورة – سمر حمامة:
يقف الشعب السوري أمام محطة سياسية توصف بالتاريخية، إذ يشارك في انتخابات مجلس الشعب من خلال مشاركة أوسع ورقابة تضمن نزاهة العملية.
هذه الخطوة، التي تراها قطاعات واسعة من السوريين بداية جديدة لإعادة بناء السلطة التشريعية، تمثل فرصة لتجديد الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، في ظل مطالب متزايدة بإصلاح القوانين، وتحقيق العدالة، وتكريس مبدأ الشفافية.
تأتي هذه الانتخابات في مرحلة حساسة، إذ لم يعد المواطن السوري يقبل بمجلس صوري، كما كان يُنظر إليه في العقود الماضية، فالصورة النمطية عن عضو مجلس الشعب “القديم” كانت ترتبط بمنافع شخصية، ومكاسب مادية أكثر من ارتباطها بخدمة الناس.
فقد ارتبطت عضويته آنذاك بامتيازات مالية وإدارية، وعبارة “موافقون دائماً” التي جعلت منه، في نظر الشعب، مجرد كرسي إضافي في قاعة المجلس، مهمته تمرير قرارات السلطة من دون نقاش أو اعتراض.
أما اليوم، ومع الدعوات الشعبية إلى إحداث تغيير حقيقي في طبيعة المجلس، تتبلور مجموعة من المطالب والصفات التي يرغب السوريون أن يتحلى بها أعضاء البرلمان القادم، أهم هذه الصفات:
أن يكون النائب رقيباً على أداء مؤسسات الدولة كافة، بعيداً عن الولاءات الضيقة.
أن يتسم بالشجاعة لقول كلمة الحق مهما كانت كلفتها.
أن يلتزم بالنزاهة، فيغادر المجلس كما دخله من دون تحقيق ثروات أو مكاسب شخصية، وأن يمارس الشفافية، فيعلن بوضوح للناس ما تحقق وما لم يتحقق، وموقفه من كل قضية.
أن يخصص وقتاً دورياً للقاء أبناء منطقته والاستماع إلى شكاويهم مباشرة، وفي حال غيابه يوظف من يتابع باحترام طلبات الناس.
أن يعمل بروح الفريق، لأن قوة المجلس ليست في الفردية أو الاستعراض، بل في التعاون المؤسسي
من جهة أخرى، فتحت اللجنة العليا للانتخابات الباب أمام الرقابة الدولية، إلى جانب إشراك منظمات محلية، وهو ما يُنظر إليه كخطوة لتعزيز الثقة الشعبية بجدية المسار الجديد، هذا الانفتاح على المراقبة يمثل عنصراً أساسياً لطمأنة الناخبين الذين عانوا طويلاً من انعدام الشفافية، كما يمنح المجتمع الدولي إشارة إلى رغبة سوريا في تحسين صورتها السياسية.
ماذا يريد المواطن من أعضاء مجلس الشعب؟
محمود موظف حكومي قال: نريد مجلساً يراقب الحكومة فعلاً، لا أن يكون مجرد ختم للمصادقة, العضو الذي لا يجرؤ على قول الحق أمام المسؤولين لا يستحق أن يمثلنا.
أما سعاد- ربة منزل، فقد أكدت المهم أن يكون ولاء النائب للوطن، لا لطائفته أو لحزبه أو لعائلته، نحن تعبنا من التفرقة ونريد من يمثلنا بصدق.
فيما المعلم عماد الخلف قال: إذا كان النائب يفكر بالمال والمنصب، فلن يحقق شيئاً للشعب، يجب أن يبقى مستقلاً عن رجال الأعمال وأصحاب النفوذ.
أما ليلى خريجة جامعية قالت: أتمنى أن يلتقي النواب بالناس بشكل دوري، أن يسمعوا مشكلاتنا مباشرة بلا وساطات، الشفافية هي أهم شيء بالنسبة لنا.
الدكتور تيسير الصالح اعتبر أن الانتخابات البرلمانية المقبلة محطة اختبارية حقيقية لمدى جدية التحول في سوريا نحو ترسيخ مبدأ المشاركة الشعبية والشفافية، فالمواطنون يتطلعون إلى نواب قادرين على إحداث فرق ملموس في حياتهم اليومية، ويعتقد أن التحدي الأكبر أمام المرشحين الجدد هو تجاوز صورة “النائب التقليدي” والانحياز الفعلي لمصالح الشعب لا لمصالح شخصية أو ضيقة، وإذا ما تحققت هذه الطموحات، فقد تكون هذه الانتخابات خطوة أولى على طريق طويل نحو بناء مؤسسات تشريعية فاعلة وقادرة على استعادة ثقة الشارع السوري.

آخر الأخبار
استعراض أحدث التقنيات العالمية في صناعة الأسمنت وتعزيز الشراكات الانتخابات التشريعية خطوة راسخة في مسار بناء الدولة الحديثة تعزيز الوعي الديني وتجديد الخطاب الدعوي.. تبادل الخبرات في المجالات الدعوية والتعليم الشرعي مع السعودية مهرجان "ذاكرة القدموس" للتراث اللامادي يختتم فعالياته الانتخابات البرلمانية.. آمال بتغيير النهج التشريعي وترسيخ الشفافية سوريا تشارك باجتماع مجلس إدارة الاتحاد العربي الرياضي بالقاهرة      تطلع أردني لتدريس مهن الطيران في سوريا يفتح آفاقاً جديدة   "سوريات" يسقطن الحواجز ويعملن سائقات "تكسي"  مستقبل سوريا يُنتخب.. والشمال يشهد البداية صيانة طريق أتوستراد اللاذقية- أريحا عودة 70 بالمئة من التغذية الكهربائية لمدينة جبلة وقفة تضامنية لأهالٍ من درعا البلد مع غزة "الصحة العالمية": النظام الصحي في غزة مدمر بالكامل  تعزيز استقرار الكهرباء في درعا لتشغيل محطات ضخ المياه الرئيس الشرع يصدر حزمة مراسيم.. تعيينات جديدة وإلغاء قرارات وإحداث مؤسسات  انتخابات مجلس الشعب محطة فارقة في مستقبل سوريا  مرسوم رئاسي باعتماد جامعة إدلب.. خطوة استراتيجية لتعزيز التعليم العالي   ترامب يمدد الطوارئ المتعلقة بسوريا لعام إضافي.. إبقاء العقوبات ومواصلة الضغط  الدوري الأوروبي.. خسارة مفاجئة لروما ونوتنغهام فوريست