“المخترع الصغير”.. حيث يولد الإبداع وتصنع العقول

الثورة – همسة زغيب:

يصنع “المخترع الصغير” مساحة تعليمية غير تقليدية، تدمج بين التجريب والخيال، وتمنح الأطفال فرصة حقيقية ليكونوا مخترعين منذ نعومة أظفارهم.. في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا وتتشابك فيه التحديات، برزت المؤسسة كمبادرة تربوية سورية فريدة من نوعها، تحمل اسماً بسيطاً لكنّه عميق الدلالة، انطلاقاً من إيمان بأن كلّ طفل يولد مبدعاً، وما يحتاجه فقط هو بيئة تحتضن فضوله، وتسمح له بأن يجرّب ويخطئ ويتعلم.

تعليم علمي حيّ.. لا تلقين

مدير مؤسسة “المخترع الصغير” ميسة الرزاز أوضحت في تصريح لـ”الثورة”، أن المؤسسة تقوم على فلسفة تعليمية حديثة، وتعتمد على مناهج علمية عملية تستند إلى معايير NGSS العالمية ومقاربات STEAM، لتقديم تعليم تجريبي للأطفال في علوم الحياة، الفضاء، الأرض، الفيزياء، الهندسة، البرمجة، الروبوتات، والذكاء الاصطناعي.

وأضافت: “كلّ نشاط يُصمم ليكون تجربة حقيقية يعيشها الطفل، لا مجرد درس نظري، فالطفل هنا لا يتلقى المعلومة، بل يكتشفها بنفسه، ويشعر أنه قادر على الابتكار وترك بصمة في مجتمعه”.

وبيّنت الرزاز أن “المخترع الصغير” بدأ عام 2005 كمبادرة أسرية مستقلة، نابعة من شغف بتربية الأطفال على الإبداع والاختراع، ومع مرور الوقت، تحوّل إلى فريق تربوي يقدم حصصاً أسبوعية في المدارس، ثم إلى مؤسسة ممنهجة تشارك في فعاليات وطنية كبرى.

وأكّدت أنهم لا يتبعون لأي جهة سياسية، بل يعملون بالشراكة مع وزارات ومؤسسات ثقافية وتعليمية تؤمن بدورهم في بناء الإنسان.

وأضافت: “نؤمن أن كلّ طفل يحمل بذرة فريدة من الإبداع، ودورنا كمربين ليس تلقينه، بل تمكينه من التعبير، ومنحه الأدوات التي تساعده على تحويل أفكاره إلى نماذج ملموسة، نزرع اليوم بذورالخيال، ونعلّمه كيف يعمل ضمن فريق، كيف يحترم الفكرة ويطوّرها، وكيف يحبّ المعرفة لا لأنها واجب مدرسي، بل لأنها طريق لفهم نفسه والعالم من حوله”.

الإبداع يبدأ من الطفولة

تقوم فكرة “المخترع الصغير” على قناعة راسخة بأن الإبداع لا يُنتظر حتى الكبر، بل يُزرع في الطفولة، ففي هذه المرحلة، لا تزال الأسئلة أكبر من الإجابات، والدهشة حاضرة في كلّ تجربة، وهنا تماماً تبدأ رحلة الاكتشاف، فالإبداع ليس مجرد مهارة تقنية أو قدرة على إنتاج شيء جديد، بل هو نمط تفكير، وطريقة في رؤية العالم، واستعداد داخلي للربط بين الأشياء بطريقة غير مألوفة.

الطفل المبدع لا يبحث عن الحلول الجاهزة، بل يطرح الأسئلة التي لم تُطرح بعد، ويجرب دون خوف من الخطأ، ويعيد تشكيل الواقع كما يراه بعينيه الصغيرتين.

أما عن التحديات، فأشارت الرزاز إلى أنها لا تقتصر على توفير الموارد والأدوات التعليمية الحديثة، بل تمتد إلى كيفية الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال، ولفتت إلى أن تجربة معرض دمشق الدولي تحت رعاية وزارة الثقافة كانت نموذجاً ناجحاً، إذ استقبلت المؤسسة أكثر من 3500 طفل، ما يعكس حجم الأثر الذي يمكن تحقيقه عندما تتكامل الجهود الأهلية مع الرعاية الرسمية.

وأضافت: “نطمح أن يتكرر هذا النموذج في كلّ المحافظات السورية”.

الفئة المستهدفة: جيل الخيال

تستهدف المؤسسة الأطفال من عمر 5 إلى 15 سنة، وهي المرحلة الأخصب لصناعة الخيال وتنمية التفكيرالنقدي وحبّ التجربة، لأنها المرحلة الأساسية التي يُبنى خلالها الأساس الحقيقي للابتكار، وتُصقل فيها شخصية الطفل ليكون فاعلاً في مجتمعه، وحين نمنح الطفل المساحة الكافية، لا نخلق فقط مخترعاً صغيراً، بل نبني إنساناً قادراً على التفكير النقدي، واتخاذ القرار، والمساهمة في مجتمعه، لنحصد غداً جيلاً واعياً ومسؤولاً، يحمل في قلبه شغفاً لإعادة بناء وطنه، لا بالحجارة فقط، بل بالأفكار، وبالعلوم، وبالخيال الذي لا يعرف حدوداً.

إنجازات تتحدث

واختتمت الرزاز حديثها بالقول: “نحتضن سنوياً نحو 800 طفل ضمن مدارس خاصة، عبر نوادٍ صيفية ودورات متخصصة، ومع الوقت، أصبح ‘المخترع الصغير” علامة تربوية ينتظرها الأطفال وأسرهم، ويترقبون فعالياتها بشغف، ورؤيتنا أن نواصل التوسع والتطور، ليصل إلى كلّ طفل سوري، ويمنحه فرصة لاكتشاف نفسه والإيمان بقدراته على الإبداع”.

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب