الملحق الثقافي:غسان شمه:
قد تمر سنوات طويلة وأنت لا تدرك أن ثمة لحظة قد تسربت أمام عينيك دون أن تنتبه، وأنها قد تكون لحظة فارقة في حينها، وربما لحظة عابرة لا تؤثر في نهر حياتك الذي يسيل في مجرى الحياة بتدفق لا يتوقف.. وعند مفترق ما قد تلتقي تلك اللحظة لتفرض عليك سؤالاً من العيار الثقيل حول أثرها وجدواها الآن؟
قد تكون هذه اللحظة عبرت بين دفتي كتاب فتح في مغاليق الروح والعقل الكثير من الأسئلة التي تشكل مفصلاً يمكن أن يكون له أثر كبير في قادمات أيامك التي تظن أنها تسير كما تشتهي..؟!
وقد تكون فكرة طرحها أحدهم على هامش حدث ثقافي أو فكري فزلزل الثوابت التي كنت تظن أنها راسخة في عقلك ووجدانك..!
قد تكون قصيدة حلق كاتبها في فضاء الصور والخيالات ففتح في سماء روحك نوافذ جديدة لم تكن تدرك أنها تختبئ هناك حيث العالم الداخلي جاهز لقلب المعادلة التي قامت عليها الكثير من رؤاك أو ظنونك أو حتى أوهامك التي وقفت في وقت ما أمام انطلاق الروح في عوالم لا نهائية من الدهشة والرغبة والبحث عن صور لم تدرك سابقاً؟
وربما كانت تلك اللحظة امرأة عابرة التقطت فيه نبض لم تعهده من قبل فاشتعلت الروح بما لم تكن تعهده من قبل لتضيء مساحات جديدة في داخلك على الرغم من أنها قد لا تكون أكثر من سراب بعيد..؟!
هذه اللحظة لا تعرف متى تتعثر بها، ولكن عندما تفعل قد تقف على مفترق قلب يخفق باحتمالات لا تخطر في البال، وقد يتوهج العالم كله أمام ناظريك في لحظة تجل نادرة.. فماذا أنت فاعل؟
هل سبق وسألت نفسك هذا السؤال..؟!
التاريخ: الثلاثاء22-2-2022
رقم العدد :1084