اسكندر نعمة لمسات إنسانية.. ووطن لا يغيب

 

الملحق الثقافي:جمانة طه:

عرفته في اتحاد الكتاب العرب بدمشق زميلًا وقاصًا وإنسانًا واضحًا في مواقفه الوطنية، وفي انحيازه للناس البسطاء.
إنه الأديب السوري اسكندر نعمة الذي ولد في مدينة دير عطية بمنطقة القلمون، ودرس فيها حتى نهاية المرحلة الثانوية. تخرج في الجامعة السورية من قسم اللغة العربية، ودرّس في مدارس دمشق وريفها. وحاليًا يعيش هو والسيدة زوجته، في رحاب الأبناء بأميركا. لكنه ما زال ذلك القلموني بروحه وقلبه، ففي بلدته دير عطية أودع نشأته يفاعه وشبابه، ومنها يحتفظ بأجمل الذكريات الاجتماعية والتدريسية.
وعلى هذه المشاعر يؤكد الأديب البلغاري إيفريم كارانفيلوف، قائلًا: «لا يستطيع الإنسان الحق الهرب من طفولته في مسقط رأسه، ولا الانفصام عن المكان الذي انطلق منه إلى العالم».
كتب إسكندر نعمة النقد والمقالة الأدبية والسياسية والقصة للكبار والصغار، ونال العديد من الجوائز في هذا المجال. وقد أصدر سبع مجموعات قصصية للكبار، هي: *انتظار الفرح القادم/دار الشيخ 1988*عيون تعشق المطر/اتحاد الكتاب العرب1990*متى يزهر الياسمين/دار الأهالي1997*رحلة إلى مرافئ النجوم/اتحاد الكتاب العرب1997*شواطئ الأحلام/اتحاد كتاب العرب 2000* شراع الأمنيات الدافئة/اتحاد الكتاب العرب 2002*ألحان الروابي/ اتحاد الكتاب العرب 2007. وثلاث مجموعات للأطفال والناشئة، هي: *عطاء السنابل/وزارة الثقافة السورية 1978*لن يموت الحب/وزارة الثقافة السورية1981*أجمل ما في الحياة/دار الأهالي1990.
إنّ مَنْ يقترب مِنْ الأديب إسكندر نعمة ويقرأ له يتوصل إلى قناعة بأن في أعماق هذا الهادئ الرصين إعصارًا من القلق على وطن تتسيّده التجاوزات والفساد، ومن الحزن والغضب على الإنسان المسحوق معيشيًا وفكريًا.
وكل ذلك يظهر في اللغة المتوهجة التي يكتب بها قصصه ويعالج فيها المشكلات الحياتية المتعددة الشخوص، والمختلفة في المضامين. فتألم من تدني المستوى الإنساني في العلائق بين الأهل والأصدقاء، ويكتب عن ذلك في قصة قصيرة جدًا عن كنّة تطلب من ابنها أن يشتري صحنًا مصنوعًا من الخشب، لتضع فيه الطعام لجدته التي كسرت الصحن الصيني. وتأتي العبرة المبتغاة من القصة، بعودة الابن من السوق مع صحنين من الخشب./ ألحان الروابي، ص68
لم يتوقف إسكندر في كل ما كتب عن الدعوة إلى رفع الظلم وتحقيق العدالة الاجتماعية والعيش الكريم، وحفظ كرامة الفرد من الاستغلال والاستعباد. فكتب قصة «المطاردة»، التي تندرج تحت هذا المحور. لقد حاصرته هموم الناس فتنفسها قلمه، وصرخت بأوجاعهم كلماته. وهو القائل: «المهمة الحقيقية للفن تكمن في نقل الحقيقة من مجال العقل إلى مجال الأحاسيس». وفي رأيي أن هذا ما يجب على الكاتب القيام به، والتنبيه إليه من خلال دوره الريادي بالكلمة والجهادي بالموقف. ومن المفيد أن أذكّر بمواقف الحكماء في الحضارات القديمة الذين أدركوا قيمة الكلمة، وقدروا دور الكاتب وأعلوا شأنه. فهذا حكيم فرعوني ينصح ابنه قائلًا له: كن كاتبًا/ وَضَعْ ذلك في قلبك/ وبذلك يمكث اسمك. إنّ كتابًا واحدًا لأكثر نفعًا من بيت مُؤَسَس، ومن قبر في الغرب*. فرعاية الضعفاء واجبة، ورفع القوة عن المقهورين ضرورة».
واللافت هو أن الفراعنة ومنذ آلاف الأعوام ربطوا حق الكتابة للإنسان بحق الحرية، لأن الكاتب في رأيهم هو رئيس نفسه. وضمير الكاتب هو الفيصل، لا الرقيب ولا المنع والكبت. في حين نرى أن واقع الكتابة في بلداننا العربية يشير إلى أن الكاتب، على وجه العموم، ما زال ينشغل بالبحث عن طرق يبرر فيها نصوصه عن الحرية والعدالة. ويتمثل هذا الواقع عند إسكندر نعمة في قصة «الفرح»، التي جاء فيها أن أستاذ التعبير حدّث تلاميذه عن مسألة الحرية، استجابة لسؤال أحدهم. ولأنه لم يجد الوقت الكافي ليحدثهم عن الفرح ردًا على سؤال تلميذ آخر، وعدهم بأنه سيفعل ذلك في حصة الغد. أتى الغد، والأستاذ لم يأت. وعندما طال انتظارهم له، عرفوا بأن الفرح أيضًا في قائمة الممنوعات.!/ شواطئ الأحلام، ص59 .

التاريخ: الثلاثاء22-2-2022

رقم العدد :1084

آخر الأخبار
"أفراح الكرامة"... فسيفساء فنية تحتفي بالهوية السورية أيام وزان ريتا حلبي في تجربة أداء "ملف نفسي" الرواية والسينما.. تقاطعات الإبداع وجدليّة التحويل استقالة الحاج عمر من إدارة جبلة قمة فوق سوريا... مسيرات تلتقي والشعب يلتقط الصور لكسر جليد خوف التجار..  "تجارة دمشق" تطلق حواراً شفافاً لمرحلة عنوانها التعاون وسيادة القانون من رماد الحروب ونور الأمل... سيدات "حكايا سوريا" يطلقن معرض "ظلال " تراخيص جديدة للمشاريع المتعثرة في حسياء الصناعية مصادرة دراجات محملة بالأحطاب بحمص  البروكار .. هويّة دمشق وتاريخها الأصيل بشار الأسد أمر بقتله.. تحقيق أميركي يكشف معلومات عن تصفية تايس  بحضور رسمي وشعبي  .. افتتاح مشفى "الأمين التخصصي" في أريحا بإدلب جلسة حوارية في إدلب: الإعلام ركيزة أساسية في مسار العدالة الانتقالية سقوط مسيّرة إيرانية بعد اعتراضها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي في  السويداء.. تصاعد إصابات المدنيين بريف إدلب تُسلط الضوء على خطر مستمر لمخلفات الحرب من الانغلاق إلى الفوضى الرقمية.. المحتوى التافه يهدد وعي الجيل السوري إزالة التعديات على خط الضخ في عين البيضة بريف القنيطرة  تحسين آليات الرقابة الداخلية بما يعزز جودة التعليم  قطر وفرنسا: الاستقرار في سوريا أمر بالغ الأهمية للمنطقة