الثورة – عبد الحميد غانم:
شكل سلاح العقوبات ولا يزال أحد الأدوات العدوانية التي يستخدمها الغرب وأمريكا خاصة لإرهاب الدول والشعوب التي تقاوم إرهابها واحتلالها ومخططاتها للهيمنة والسيطرة على ثروات المنطقة والعالم.
وتأتي هذه العقوبات سياسية كانت أم اقتصادية استكمالاً للممارسات العدوانية التي يقوم بها الغرب ضد الدول الأخرى من حرب عسكرية وإرهابية كما فعلت وتفعل في سورية، أو محاصرة البلد عسكرياً كما تفعل اليوم مع روسيا من خلال توسع الناتو شرقاً، أو بتعطيل مشاريع التنمية الاقتصادية كما تفعل مع الصين، أوعرقلة برامج التطوير كما تفعل مع إيران وفنزويلا وكوبا وغيرها من البلدان التي تدافع عن سيادتها وقرارها السيادي.
وتندرج ضمن هذا الإطار الإجراءات الاقتصادية الغربية القسرية غير الشرعية التي تسببت في تفاقم معاناة الشعب السوري وحرمته من الحصول على احتياجاته الأساسية لاسيما من خلال قانون قيصر الذي اخترعته عدوانية الغرب كوجه للإرهاب الاقتصادي الذي يمارسه الغرب على سورية في إطار الحرب العدوانية عليها.
في الوقت الذي نرى فيه أن الولايات المتحدة والغرب يواصلان دعم الإرهاب في سورية الأمر الذي يشكل تهديداً للمنطقة والعالم.
ومن هنا تظهر ما تسمى (الديمقراطية الغربية) بأنها بدعة ومجرد أكاذيب لا تمت للواقع بصلة، وأن السياسات الغربية غير مقبولة وغير أخلاقية تجاه سورية وروسيا والدول الصديقة.
لقد استهدف قانون قيصر سورية وحلفاءها، أي استهدف دولاً بعينها هي روسيا والصين وإيران بتعاملاتها الاقتصادية مع سورية وأي طرف أجنبي يتعامل مع سورية طالته هذه العقوبات.
وتمارس أمريكا والغرب سلاح العقوبات ضد إيران بسبب برنامجها النووي السلمي في مجال الطاقة، كما تهاجم الصين تحت إطار حقوق الإنسان وتفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية عليها، واليوم يريد الغرب فرض المزيد من العقوبات على روسيا بشأن تطورات الأزمة الأوكرانية التي أشعلها بتدبيره لتوريط المنطقة والعالم بحرب عبثية تهدد الأمن والاستقرار.
وفي هذا الإطار يمارس الغرب وأمريكا سلاح العقوبات ضد كوبا وفنزويلا والدول الأخرى التي تشكل جبهة المقاومة للمشروع الأمريكي الغربي الصهيوني للهيمنة والسيطرة على العالم.
ويكذب المسؤولون الأمريكيون عندما يقولون إن العقوبات الأمريكية لا تؤثر على دخول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية إلى سورية والدول المستهدفة.
ومن هنا تظهر أهمية زيادة التحركات الدولية المتضامنة مع سورية وروسيا والصين والدول الأخرى التي تشكل جبهة واحدة في وجه المخطط الغربي في اتجاه المطالبة بإلغاء العقوبات وقانون قيصر على وجه الخصوص.
ما يتطلب من القوى الشعبية والسياسية والحزبية الحية بكل مستوياتها العربية والعالمية لتحمل مسؤولياتها للتضامن مع سورية وروسيا وأصدقائهما، والتحرك الفوري لخرق هذه العقوبات الغربية وخصوصاً قانون قيصر، والعمل على إعانة سورية والدول الصديقة ورفع شعار( تعاون سورية وروسيا والأصدقاء لإسقاط العقوبات الغربية)، وذلك لمقاومة هذه العقوبات وإسقاطها بما يعزز صمودها ووقفتها الشامخة بوجه المخططات العدوانية وسياسات الاحتلال بأشكالها المختلفة.
وإن هذه التحركات ليست غريبة عن تلك القوى الحية التي وقفت وتقف داعمة إلى جانب سورية والأصدقاء في وجه الحرب الظالمة والإرهاب.. وتحالفها اليوم يؤكد مجدداً سقوط المخططات العدوانية كما سقطت بالأمس واندحار قوى الإرهاب وفشل سياساتهم وإن إرادة الصمود والمقاومة ستنتصر.
