اختبار حكومي مؤتمت

 
ما زال موسم القمح بين أيدينا، وبإمكاننا أن نستعد لكل الاحتمالات ، جفاف ،نقص سماد ،ارتفاع أسعار ، أكياس وكل شيء ، فالظروف المناخية ليست في المضمون ، وأسعار النفط زادت بنسبة قاربت مئة بالمائة، وصناعة الأسمدة وكل شيء لحق بأسعار النفط ، و البلد الأول بإنتاج القمح في العالم والذي نعتمد عليه في حالة حرب.
علينا أن نحضر كل شيء إلا مبررات الفشل التي غالبا ما نستحضرها قبل انطلاق أي مشروع ، فالمساحات المروية ليست بقليلة ،كما يمكن زيادتها ، وعلينا أن نحضر لها المازوت وهي لا تحتاج الكثير لأنها تحتاج إلى ريات داعمة وليس إلى ري على مدار الموسم ، والمساحات البعلية ولا سيما في المناطق الجبلية والوافرة الأمطار ،علينا أن ندعمها بالسماد خلال فترة قصيرة ، لأنه بعد فترة قريبة يتوقف المطر و لن تنفع الأسمدة بعد ذلك ، ويجب ألا نهمل المساحات التي تزرع بين الأشجار ولا سيما الزيتون فنخدم محصولين معا.
الأسعار هي النقطة الأهم في موضوع الإنتاج ويجب أن تجتمع الجهات المعنية لإقرار تعرفة جديدة مشجعة تتناسب مع ارتفاع التكاليف وبنفس النسب التي رفعت فيها أسعار منتجات القطاع العام، فالمياه تم رفع سعرها مئة بالمائة، و الإسمنت بأكثر من ذلك، وكل ما ينتجه القطاع العام تم رفع أسعاره بعدة أضعاف حسب ارتفاع التكاليف .
رئيس الحكومة قال:
الخبز خط أحمر وأردف وهذا لا يعني ربطة الخبز وإنما يعني القمح وهذا يستوجب على الحكومة تحضير الاستحقاقات المترتبة و أقلها بتأمين مستلزمات الإنتاج وأوفرها بتحديد سعر مناسب لشراء القمح .
الأمر يحتاج إلى التحرك سريعا على الأرض لتحديد وتنفيذ المطلوب وفي المقدمة البيانات الدقيقة كي لا نقع في مغالطات بيانات إعادة توزيع الدعم ، لأنه في هذه الحالة لا ينفع الاعتراض والتصحيح ويكون الموسم انتهى ومن ضرب …ضرب ولكن لن ينفع هنا الهرب لأن القمح له لون أحمر أو هو خط أحمر.
تسليم الناس للقمح يكون بالحوافز وليس بطرق أخرى، والقمح ليس فقط لصنع الخبز ، بل هناك صناعات كثيرة تقوم عليه ومعظمها في القطاع الخاص ،الشريك الحقيقي للقطاع العام ، والإجراءات التي تم التعامل بها في الموسم الماضي كانت سببا في بقاء القمح في المنازل عند المنتجين الصغار على مستوى أقل من طن ، وهؤلاء بالأصل لا يبيعون إنتاجهم وإنما يقايضونه مع منتجي الزيت والزيتون والمنتجات الزراعية الأخرى والهدف تصنيع البرغل و ” مشتقاته ” ولكن يبدو أنه كان هناك من يعمل على تشجيع استيراد الأرز ، الفلاح لن يبيع قمحه بسعر أقل من التكلفة وهو لم يحصل على أي نوع من الدعم ، ومن لديه كميات قليلة يدفع ضعف ثمنها أجور شحن لإيصالها لمراكز تسويق الحبوب ، ولذلك يجب زيادة عدد مراكز الاستلام .
الأمر واضح والخطوات واضحة ولا يحتمل تبريرات وهو أشبه باختبار مؤتمت من يعمل ينجح.

معد عيسى

آخر الأخبار
وزارة الصحة تتسلم 16 سيارة إسعاف مجهزة.. وأولوية التوزيع للمناطق الأشد حاجة اثنان منهم عملا على الملف السوري.. الإعلان عن الفائزين بجائزة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لعام 2025 حمص تستعيد هدوءها.. رفع حظر التجوال واستئناف الدوام المدرسي عن المجتمع المدني والمرأة في المرحلة الانتقالية  ضمن نتائج حملة "فداءً لحماة".. المحافظة تطلق مشاريع خدمية لتمكين عودة الأهالي اعتقال 120 متورطاً باعتداءات حمص والداخلية تعلن إنهاء حظر التجول مدير الشؤون الصينية في وزارة الخارجية: إعادة فتح سفارة الصين بدمشق مطلع 2026 من بداية 2026.. سوريا والأردن يتفقان على توسيع التبادل التجاري دون استثناء الجناح السوري يتصدّر "اليوم الثقافي" بجامعة لوسيل ويحصد المركز الأول السيدة الأولى تحضر قمة "وايز 2025" في أول نشاط رسمي لها سوريا والجامعة العربية.. عودة تدريجية عبر بوابة التدريب العسكري دمشق تحتضن ملتقى الموارد البشرية.. مرحلة جديدة في بناء القدرات الإدارية في سوريا  الخارجية تستقبل أرفع وفد سويدي لمناقشة ثلاثة ملفات توغل إسرائيلي جديد في ريف القنيطرة وعمليات تجريف واسعة في بريقة لتعزيز الجودة القضائية.. وزير العدل يشارك بفاعلية في الرياض أردوغان: أنقرة لا تحمل أي نزعة للتوسّع في سوريا جيل بلا آباء.. تداعيات غياب الرجال على البنية الاجتماعية والأسر في سوريا ترخيص أكثر من 2700 منشأة خلال تسعة أشهر بلودان والزبداني تعيدان ابتكار السياحة الشتوية.. الطبيعة أولاً والثلج ليس شرطاً "استثمار تاريخي بقيمة أربعة مليارات دولار".. توقيع العقود النهائية لتحويل مطار دمشق الدولي إلى مركز ...